صدر عن مشيخة الطرق الصوفية أول كتاب في سلسلة نشر التراث الصوفي، وإعادة تحقيقه وفق منهج علمي منضبط، تحت عنوان «البرقة الدهشية في الخرقة الصوفية»، لإمام أهل الطريق السيد محمد القاوقجي أبوالمحاسن، وذلك تحت الإشراف العام لفضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عبدالهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
وقال الدكتور عبدالهادي القصبي: إن المشيخة العامة للطرق الصوفية هي إحدى أقدم المؤسسات المصرية التي تمثل نموذجًا وطنيًّا رائدًا في مجال نشر الأخلاق والمحبة والفكر الصحيح.
وفي هذه المرحلة الفارقة والمهمة من تاريخ مصرنا الحبيبة التي نشهد فيها تحديات كثيرة ونشهد أيضًا تغيرًا كبيرًا في كافة المجالات نحو الأفضل بإذن الله، وفي ظل ذلك الجهد المبذول من الدولة المصرية ومؤسساتها في نشر الوعي وبناء الإنسان المصري ودعم ثقافتنا الوطنية وقيمنا الدينية الأصيلة في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله ورعاه.
كتب التراث الصوفي
وفي إطار ذلك كله قامت المشيخة العامة للطرق الصوفية بتأسيس مشروع علمي ضخم يقوم على نشر أهم كتب التراث الصوفي وتقديمها للناس في صورة محقَّقة تحقيقًا علميًّا متميزًا، ومن خلال هذا المشروع سيتعرف المجتمع على رسالة التصوف الإسلامي الذي يمثل قيم المحبة والسلام والرحمة لكل الإنسانية.
وأضاف شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أن هذا المشروع المبارك يقوم بالإشراف عليه الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، بما له من مكانة علمية مرموقة في العالم الإسلامي، وخبرة طويلة في مجال خدمة التراث الإسلامي.
علي جمعة: التصوُّف الإسلامي أحد العلوم الأصيلة لتصور الدين صحيحًا
وقال الدكتور على جمعة: إن التصوُّف الإسلامي أحد العلوم الأصيلة التي لا بد منها لتصوُّر الدين تصوراً كاملاً صحيحاً، ويعدُّ رفض التصوُّف أو تجاوزه انتقاصاً من حقيقة الدين الموروث، موضحًا أن التصوف علم وسلوك فى ربوع العالم الإسلامي، اعتمدته الأوساط السُّنيَّة كمنهج عمليٍّ موصول بالكتاب والسُّنة، ولم يمضِ القرن الثالث الهجرى حتى صار للتصوُّف العملى مجالس وعلماء ومصطلحات، وليس في معارف التصوُّف حرف واحد ليس له دليل من الشرع الشريف عَلِمَه مَن عَلِمَه وجَهِلَه مَن جَهِلَه، كما أن علوم الصوفيَّة الشريفة ومشاربهم المنيفة استندت إلى سلاسل الإسناد وقواعد التوثيق منذ اليوم الأول لها.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء، أن المشيخة العامَّة للطرق الصوفيَّة تراءت أن تقوم بواجب وقتها فى إعادة نشر عددٍ من هذه العلوم والمعارف والمراجع الأصيلة للتصوُّف؛ نشراً علميّاً منهجيّاً؛ بهدف نشر الوعي بعلوم التصوُّف الحقيقية التي تتصل أسانيدها بسيد الخلق، والتي تقوم على اتباع كلِّ خُلُقٍ سَنيٍّ، وترك كلٍّ خُلقٍ دَنىٍّ، مشددًا على أن المشروع يستهدف إحياء الدراسات العلميَّة المنهجيَّة في مجال التصوُّف بشكل أكثر عمقًا من بعض المحاولات غير الجادة من أعداء التصوُّف وخصومه وأحيانًا بعض أدعيائه.