توفي الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، سادن الكعبة المشرفة، وكبير سدنة بيت الله الحرام، في مكة المكرمة، وصلي عليه بعد صلاة فجر اليوم السبت 16 ذي الحجة 1445 في المسجد الحرام.
ونستعرض خلال التالي من هم 'بني شيبة' سدنة الكعبة المشرفة حاملين مفاتيحها بعد وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بها لهم، وذلك حسب موقع رئاسة الحرمين الشريفين.
ما هي مهنة السدانة؟
تعد مهنة السدانة الأشهر والأقدم والأشرف في الحرم المكي الشريف، والسادن هو الشخص الوحيد الذي يحمل مفتاح الكعبة المشرفة، والمسؤول عن كلّ ما يتعلق بشؤونها من تغيير كسوتها وغسلها وتعطيرها بالطيب وفتحها وإغلاقها.
تقتصر مهنة السدانة الفريدة على عائلة الشيبي منذ فتح مكة المكرمة في بداية العهد الإسلامي، عندما أمر الرسول محمد، عليه الصلاة والسلام، بأن تكون السدانة للصحابي شيبة بن عثمان بن أبي طلحة ونسله من بعده.
مفتاح الكعبة مع بني آل شيبة
وصية رسول الله: 'خذوها يا بني أبي طلحة خالدةً تالدةً لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان! إن الله استأمنكم على بيته فخذوها بأمانة الله'، وفي حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يا بني شيبة هاكم المفتاح وكلوا بالمعروف'، وفي رواية أخري..'خذوها خالدةً تالدةً يا بني أبي طلحة بأمانة الله واعملوا فيها بالمعروف فلا ينزعها منكم إلا ظالم'، أو 'يا بني شيبة كلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف'، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه عثمان بن أبي طلحة بمفتاح الكعبة فدفعه إليه وقال ما سبق.وقد تولى شيبة ابن عثمان السدانة بعد وفاة ابن عمه عثمان بن أبي طلحة الذي مات عقيمًا سنة 42هـ، وإليه ينتهي نسب السدنة حتى وقتنا الحاضر. فقد أسلم شيبة بن عثمان، على أصح الروايات يوم حنين، وقيل إنه أسلم يوم الفتح. وكان شيبة قد حاول اغتيال النبي صلي الله عليه وسلم يوم حنين، فقذف الله في قلبه الرعب، فوضع النبي صلي الله عليه وسلم يده على صدره فقذف الله في قلبه الإيمان، وقاتل بين يديه وكان ممن صبر معه يومئذ.