اعلان

«جوع وعطش وخوف وحرارة».. سيدة تروي مأساتها بعد أداء فريضة الحج بدون تصريح

يوميات حاجة مصرية بالمملكة العربية السعودية
يوميات حاجة مصرية بالمملكة العربية السعودية

كتبت إحدى السيدات التى ذهبت إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج بتأشيرة زيارة، منشورا عبر منصة «فيسبوك» تصف فيه معاناة الحجاج الذين ذهبوا إلى المملكة العربية السعودية بتأشيرة الزيارة، وتعرضهم للموت، و نطقهم الشهادة فى كل وقت، مطالبة الجميع عدم المغامرة. معاناة الحجاج الذين ذهبوا إلى المملكة العربية السعودية بتأشيرة الزيارة

نحمل أمتعتنا كأنها ذنوبنا

قالت السيدة: «شايفة ما شاء الله الكل منبهر بالسيدة المصرية اللي متصورة وهى ماشية ربنا يبارك فيها، بس عايزه اقولكم ان اللى سمع أو شاف مقطع غير اللى مشى بنفسه، هحكيلكم من الأول من قبل إتخاذ القرار، وألم الحيرة، والتردد، والخوف من اللي سمعناه، والحمد لله قطع الله حيرتي واختار لي أن أتوكل عليه، وأحجز تذاكر السفر، وكانت برقم محترم، لكن فى سبيل الله يهون، نيجى للوصول لجدة، توتر، وخوف لنرجع من المطار، ويسلمنا المولى ونخرج بسلام، وأشوف الرجال يكادوا يبكون بعدما طلب منهم مافيا السواقين أن يقوموا برمي الاحرامات، والا لم يقوموا بنقلهم ، والاجرة ترتفع كل خمس دقايق إلى أن وصلت إلى 700 ريال يوم وصولنا».

وصف دقيق للأحداث المرعبة

وأضافت: «إذا برحلة تجاوزت 12 ساعة بين كر وفر في الجبال، ورفض دخولنا من الشرطة وإعادة المحاولة، وصلت جدة الساعة 3 عصرا، وربنا إذن بدخول مكة 3 فجرا، والمقام مش مقام، وصف دقيق للاحداث المرعبة المحطمة للاعصاب والنفسية، لنصل السكن ونترقب خائفين من أى صوت، نتحفظ على المؤن قدر الإمكان، فالخروج صعب، تنفذ المياه، والطعام أوشك على النفاذ، ازدادت القمامة، ولا نستطيع النزول لرميها».

نحمل أمتعتنا كأنها ذنوبنا

وتابعت: «تتصاعد الأنفاس حتى يأتى اليوم المرتقب، تخرج وكأنك تحمل روحك على يديك لا تدري اسيصرح لك الله أم سيرفضك وستقع في يد الشرطة، تسير خائفا متخبطا باحثا عن وسيلة للنقل ولا تجد، فهل ستعود ادراجك أم ستكمل ما بدأت؟ تتوكل على الله وتبدء السير، تتوسل الله أن يحميك، سيرنا مسافة كبيرة خائفين، الى أن آمن الله خوفنا ، وفتح لنا الطريق وسخر لنا العساكر يبتسمون في وجهنا ، ويرشون علينا المياه، واذا بالسعادة تجعلنا ننطلق مهللين مكبرين ملبين فنقطع جزء من الطريق فى حماس، ثم يعترينا التعب بعد مرور بضع ساعات، واذا بك ترى من يسير بقدم صناعي، ومن تحمل ابنها على ظهرها، فتخجل من نفسك ، وتشد الهمه مجددا، كان فينا ايضا المريض والضعيف، وذو الحاجة، والجميع يحمل امتعته على ظهره، وغيرها فى يده، وكأنها ذنوبنا نحملها وسط أهوال يوم القيامة من حر وآلم واجهاد، والكل حتى الشباب جاء علينا وقت كدنا نحبو حبو حتى نصل لله، وقتها استشعارنا معنى أن الحج هو الجهاد الأصغر، الحمد لله رب العالمين على هذه المنحة الإلهية».

تظن أنك هالك لا محالة

وتابعت: «قرابة الخمسين كيلو ذهابا وإيابا، شمس، حر، زحام، تدافع، وصلنا عرفات خلال ٧ ساعات مشي منهم 3 كانت الشمس طلعت علينا، وصلنا شعثا غبرا فعلا بمعنى الكلمة، والحرارة 50 درجة، ولا مخيم يأويك، وامتلأت الأرض بمن ذهب راكبا، والله جلست وأشرفت على الموت، ولم تصل الساعة التاسعة صباحا من يوم عرفة، وما أدراكم بالظهيرة وحرها، تارة أبكي من شدة الآلم، ومن الخوف من الموت قبل مغرب عرفة، وتارة أدعي، وأشجع من حولي وأهون عليهم، وأذكرهم بما جائنا من أجله، ثم يعترينا التعب، والهبوط من شدة التعرق، والشمس، وفجأه ترى غيرك أوشك على الهلاك فتنتفض لنجدته، وتدب بك الروح سبحان الله، ويأتي عليك لحظات تبكي مجددا من شدة الألم وتنطق الشهادة، وتظن انك هالك لا محالة ثم تلبي وتلبي، وتلبي وكأنك تقول (ها أنا يا رب سأظل عاكفا على الوصول اليك حتى الفظ انفاسي)، وإذا به يدركك ويخفف عنك، ثم تشاهد حالة وفاة أمام عينك فلا تعلم أتشفق عليه، أم تفرح له أم تحزن على نفسك لانك لست هو ،أم تخشي على نفسك ان تكون هو، يا الله جهاد حتى فى المشاعر بين وساوس الشيطان، وبين حبك ورغبتك في الله».

جوع وعطش وخوف وحرارة

واستطردت: «رحلة مدتها سويعات لكن تمر بها بالعديد من التجارب التى ما كنت تتخيل ان تمر بها، ملابس متسخة بل شديدة الاتساخ تنضح بالعرق، أحيانا تمر بمسافة طويلة بلا ماء، بلا دورات مياه صالحة للاستخدام، أحيانا يعتريك الجوع وأمامك الحافلات لكن لا تستطيع الوصول للطعام بسبب جشع البعض، يعتصر قلبك وانت جائع ونعم الله الزائدة على الطامعين مدهوسة تحت الاقدام، قد يكون بحوزتك المال لكن من أين لك بالطعام والشراب، ودورة مياه صالحة، اين لك بفراش يحميك لهيب الارض الممزوج بسخونة الهواء الذى سيحرمك النوم رغم شدة احتياجك اليه، حسبنا الله فى كل من صعب الطريق اليه بسبب التكاليف الباهظة للرحلات الشرعية حسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله على جزيل عطاءه، ما طمعنا في مخيمات لكن على الأقل مواصلات».

الموت و الشهادة

واستكملت: «كنت حزينة بسبب التضييق على حجاج الزيارة لكن لما رأيت التدافع والسلوكيات من البعض علمت أن المملكة محقة، والله كدنا أن نموت عند رمي الجمرات من قسوة التدافع وأصابني العديد من الجمرات، فنصحت من حولى بنطق الشهادة، أطفال صغار ذعر، وكادو يصابون بالحصى نساء زج بهم في الأرض وكادو يدهسوا، ثم تندفع حول الفضاء لتدرك انك ستكمل السير لسكنك في الحر، والشمس فتيأس وتحزن، ثم تستجمع نفسك وتسير مجددا بلا ماء بلا طاقة حتى بلا رفيق فمن شدة التدافع فقدت رفيقات الطريق حتى ان بعض اغراضى المهمه مع احدهن ولا اعلم عنها سوا اسمها».

واختتمت: «لا أعلم ما تصنيف المنشور هل هي محاولة لإيضاح ما حدث أم فضفضة هل ترهيب هل تحبيب، وأيا كان لم انشره باسمي حتى لا يكون ذكر الأحداث رياء، أو من على الله بالعكس كل ذلك قليل جدا مقابل رضاه وغفرانه، ولكن نصيحة من استطاع التيسير على نفسه والحجز مع شركة بتأشيرة حج فليفعل ومن استطاع الحج فى شبابه فليفعل فعمري 37 عاما، والأمر ليس بهين كان الله في عون أباءنا وامهاتنا كبار السن، من لم يستطع وحملته نفسه على الذهاب بتأشيرة زيارة فليحرص كل الحرص على الركوب ولو فى الذهاب فقط لتسطيع التمتع بروحانيات الوقوف بأرض عرفة، وتحمل الرجوع واستكمال المناسك، واسالكم الدعاء ان يشفينى الله لاتمم المناسك ونسأل الله القبول دعواتكم وللعلم حج الزيارة من كل الجنسيات ليس مصر فقط ، لكنه فعلا جهاد ومشقة شديدة لا تغامر بوالديك ولا تلقى بنفسك فى التهلكة أدرس الموضوع جيدا، ولكن أقول أيضا (ويفوز باللذات كل مغامر، وما اعظمها من لذة وهي رضي الرحمن وجنة وغفران)».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً