رد الدكتور محمد علي الداعية الإسلامي، وأحد علماء الأزهر الشريف، على ماصرح به الإعلامي إبراهيم عيسى، بشأن الغزوات الإسلامية، حيث قال إن الثقافة الدينية الرسمية وعلى مستوى التيارات الإسلامية، تركز على تغذية سياسة الكراهية.
محمد علي لـ إبراهيم عيسى: منذ متى والفتوحات الإسلامية لم تكن لخدمة الدين
وقال الدكتور محمد علي، في تصريح خاص لـ«أهل مصر»، إنه ما زال إبراهيم عيسى يتحفنا كل يوم بأفكاره التي غلبت من يلقبونه بـ«ترعة المفهومية»، فمنذ متى والفتوحات الإسلامية لم تكن لخدمة الدين؟!.وأضاف الداعية الإسلامي، محمد علي: «أولا لا بد وأن نعلم أن الفتوحات هي عدة الحروب التي خاضها المسلمون بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ضد بيزنطة والفرس والبربر والقوط في السنوات ما بين (632م–732م) في العهدين الراشدي والأموي، كان من نتائج هذه الفتوحات سقوط مملكة الفرس وفقدان البيزنطيين لإقاليمهم في الشام وشمال أفريقيا ومصر إضافة إلى نشر الإسلام واللغة العربية معه، ومن ثم ظهور الحضارة الإسلامية.
وتابع: «قد بشَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ببعض هذه الفتوحات والانتصارات قبل حدوثها، وهذا من دلائل نبوته - عليه الصلاة والسلام- ففي غزوة الأحزاب أثناء حفرهم للخندق، وأعداؤه حوله يحاصرونه من كل جانب. ولذلك كان المنافقون يعلقون ساخرين على تبشير النبي صلى الله عليه وسلم ووعده لأصحابه بأنهم سيُنْصَرون على فارس والروم قائلين لهم: يُخبركم نبيكم أنه يُبْصِر قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنتم تحفرون الخندق لا تستطيعون أن تقضوا حاجتكم؟!. ومع ذلك وقع ما أخبر وبشر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من فتوحات وانتصارات.
محمد علي: أقول لإبراهيم عيسى الفتوحات الإسلامية الهدف منها إيصال الدين الحق
وتابع «علي»: «أقول لإبراهيم عيسى: الفتوحات الإسلامية الهدف منها إيصال الدين الحق إلى الناس كافة، فلا يعبد الناس إلا الله ، ولا يذلون إلا لله».
وأضاف: «فالمقصود هو هداية الشعوب إلى دين ربها تعالى الذي به صلاحها في الدنيا والآخرة، وتحرير المظلومين من ظلم وبطش الذين كانوا يحكمونهم من الفرس والروم وغيرهم، فالإسلام أمر الفاتحين بدعوة الناس إلى الإسلام قبل القتال، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه لما أعطاه الراية في فتح خيبر، ( انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) رواه البخاري
وأضاف: فليس الأمر كما يعتقد العبقري الفذ إبراهيم عيسى بل على العكس، فإذا قبل أهل هذه البلاد دعوة الإسلام وأسلموا، رجع الجيش الإسلامي عنهم، ولا يدخل بلادهم، ولا يستولي على شيء من ممتلكاتهم، بل يُبقي عندهم أفرادًا يعلمونهم القرآن والسنة وأحكام الإسلام.
واختتم حديثه قائلًا: «نصيحتي لإبراهيم عيسى بأن يكف عن الطعن في الصحابة والدين الإسلامي بوجه خاص، فلقد سئم الناس أفكاره الشاذة ومعتقداته الباطلة، وسبحان الله كلما سلكت حمالاته فجا سلك الناس فجا آخر، وعرفوا دينهم أكثر وأكثر بل وازدادوا إيمانا وتمسكا ومعرفة وتصديقا، وصدق سيدي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر).محمد علي: نصيحتي لإبراهيم عيسى بأن يكف عن الطعن في الصحابة والدين الإسلامي
إبراهيم عيسى: الغزوات الإسلامية كان هدفها توسيع مساحة الأرض وبناء إمبراطورية
ويذكر أن الإعلامي إبراهيم عيسى، قال إن الثقافة الدينية الرسمية وعلى مستوى التيارات الإسلامية، تركز على تغذية سياسة الكراهية، كأنها تتعامل مع الدين الإسلامي على أنه ليس دين سلام وعدالة، وأن شرط التدين عندهم أن يكون الشخص كارهًا، ويشعر بالاستعلاء على الآخر والتحقير منه، والتعظيم من فكرة الحرب والغزو.
كما قال إن الدين بالمدارس تعظم من شخصيات خالد بن الوليد وعقبة بن نافع، مشددًا على أن ما جرى من حروب وغزوات أمر أقدم عليه العرب المسلمون لتوسيع مساحة الأرض وليس لسبب ديني، موضحا أن هذه الغزوات لا تمنح صبغة دينية ولكنها صبغة دنيوية.
وتابع: «الغزوات الإسلامية لم تكن لخدمة أو باسم الدين ولكنها كانت غزوات لبناء الإمبراطورية كالإمبراطوريات الأخرى في هذا التوقيت»، موضحًا أنه في هذه الغزوات وبعد الانتصار، كان يتم وضع خيارات أمام من ليسوا مسلمين باختيار دخول الإسلام أو دفع الجزية وإما القتل.