قالت الدكتورة جينا الفقي، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، إن جميع الدول التي سبقت مصر لم تحقق ذلك إلا من خلال العلم والبحث العلمي، مشيرة إلى أن هذه المجالات ليست رفاهية بل ضرورة حتمية لأي مجتمع يسعى للنهضة.
وأضافت الدكتورة جينا خلال تصريحات تلفزيونية، أن الوعي العام بدور الأكاديمية والبحث العلمي لا يزال محدودًا، مؤكدة أن المواطن العادي لا يربط بين الإنجازات العلمية اليومية وأبحاث الأكاديمية، متابعة: هذا الخلل في الإدراك يجب معالجته عبر وسائل الإعلام والتوعية المستمرة، لأن مخرجات البحث العلمي تصل بالفعل إلى المجتمع، ولكن الرابط بين الإنتاج العلمي وحياة الناس ما زال ضعيفًا.
وأكدت أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا للبحث العلمي، حيث ارتفعت نسبة الإنفاق الحكومي المخصص له من 0.3% إلى ما يقارب 1% من إجمالي الدخل القومي منذ عام 2014، وهو ما يضع مصر في نطاق الدول التي تعطي اهتمامًا مناسبًا لهذا القطاع.
وأوضحت أن هناك دولًا تصل نسبة إنفاقها على البحث العلمي إلى 6% و7%، ولكن النسبة المصرية تُعتبر جيدة مقارنة بالمتوسط العالمي، مؤكدة أن هذا الدعم لا يقتصر فقط على المخصصات المالية، بل يمتد أيضًا إلى تبني الدولة لمخرجات البحث العلمي التي تصب في مصلحة المجتمع، مثل دعم المشروعات التي تسهم في التنمية الاقتصادية والتكنولوجية.
وحول مدى تفاعل الجهات الحكومية مع مخرجات البحث العلمي، أكدت الدكتورة جينا أن هناك تطورًا كبيرًا، حيث بدأت العديد من الوزارات تستشعر أهمية البحث العلمي وتستعين به لحل مشكلاتها، ولكن رغم هذا التطور، فإن التكامل بين البحث العلمي والقطاعات التنفيذية لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب بنسبة 100%.
وأشارت إلى أن البحث العلمي في الماضي كان يقتصر على إنتاج براءات اختراع وأبحاث لا تجد طريقها إلى التنفيذ، لكن مع التوجه الجديد للدولة نحو الأبحاث التطبيقية، بدأ البحث العلمي يخرج من أدراج المكاتب إلى أرض الواقع. ومع ذلك، ما زال هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لجعل البحث العلمي جزءًا أساسيًا من عملية صنع القرار في الوزارات المختلفة.