ads

مشروع القطار الكهربائي السريع.. عوائد استراتيجية وتنمية اقتصادية بتمويل متعدد المصادر يصل لـ 11 مليار

 القطار الكهربائي السريع
القطار الكهربائي السريع

يعتبر مشروع القطار الكهربائي السريع أحد أبرز مشروعات النقل العملاقة التي تنفذها الدولة حاليًا، ويُعد جزءًا من خطة شاملة لتطوير البنية التحتية ووسائل النقل، وتحقيق التنمية المستدامة، وربط الجمهورية بشبكة مواصلات حديثة وآمنة وسريعة وصديقة للبيئة، ويشمل المخطط الكامل 3 خطوط رئيسية بإجمالي أطوال تصل إلى 2000 كم تقريبًا.

ويهدف إلى تخفيف الضغط عن الطرق السريعة التقليدية وخطوط السكك الحديدية الحالية، مع تسريع وتيرة التنمية في المدن الجديدة والصعيد، وتقليل الانبعاثات الكربونية، عن طريق الاعتماد على الطاقة الكهربائية النظيفة، وتحسين تجربة النقل للمواطنين والمستثمرين والسياح، فضلا عن دعم حركة التجارة ونقل البضائع بين الموانئ والمناطق الصناعية.

تنفيذ مشروع القطار السريع

يقوم على تنفيذ المشروع تحالف مصري ألماني يضم شركة 'سيمنز العالمية' إلى جانب شركتي 'أوراسكوم' و'المقاولون العرب' من مصر، وتتولى الشركات المصرية تنفيذ الأعمال المدنية، من جسور ترابية وكباري وأعمال صناعية، إلى جانب بناء المحطات والأسوار والتقاطعات، أما 'سيمنز'، فتختص بأعمال الإشارات والاتصالات ونظم التحكم، بالإضافة إلى تصنيع وتوريد القطارات بأنواعها: السريعة، الإقليمية، وقطارات البضائع، وكذلك الجرارات الكهربائية، وتصميم وتجهيز الورش.

جدوى المشروع الاقتصادية

يُتوقع أن يحدث المشروع تحولًا جذريًا في منظومة النقل بمصر، سواء من حيث تسهيل حركة الأفراد أو تعزيز التجارة الداخلية والخارجية، و يعكس المشروع رؤية الدولة في إنشاء شبكة نقل متطورة ومستدامة تغطي كافة أنحاء الجمهورية ليصبح بذلك نموذجًا يُحتذى به في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث سيربط 60 مدينة مصرية، وستبلغ سرعة القطارات نحو 230 كم/ساعة، ما يتيح نقل ملايين الركاب يوميًا، إلى جانب ملايين الأطنان من البضائع سنويًا.

كيف يحقق المشروع التكامل؟

تتألف الشبكة من ثلاثة خطوط رئيسية بإجمالي طول يقارب 2000 كم، وتضم 60 محطة، منها 22 محطة للقطارات السريعة و38 محطة للقطارات الإقليمية. وتتوزع خطوط المشروع كالتالي:

- الخط الأول: يربط مدينة العين السخنة على البحر الأحمر بمدن الإسكندرية والعلمين ومرسى مطروح على البحر المتوسط، بطول 660 كم، ويُعد هذا الخط محوريًا في ربط الموانئ الرئيسية بالبحرين الأحمر والمتوسط، ويسهم في تنشيط حركة التجارة من خلال ربط المناطق الصناعية بالموانئ والمطارات.

- الخط الثاني: يمتد بطول 1100 كم من القاهرة إلى أبو سمبل، مرورًا بالأقصر وأسوان، ويتضمن 8 محطات بين الأقصر وأسوان، منها محطتان للقطارات السريعة و6 للقطارات الإقليمية، ويستهدف هذا الخط تعزيز الحركة السياحية والربط بين العاصمة والمراكز الاقتصادية في الصعيد .

- الخط الثالث: يمتد على مسافة 225 كم من قنا إلى سفاجا، مرورًا بالغردقة، وهي منطقة غنية بثروات طبيعية مثل الفوسفات والألومنيوم، ما يجعل هذا الخط محوريًا في دعم حركة تصدير الموارد الطبيعية.

تمويل مشروع القطار الكهربائي السريع

أفادت وزارة النقل أن الخط الأول من مشروع القطار الكهربائي تبلغ تكلفته 3.5 مليار دولار، فيما يكلف الخطان الثاني والثالث 'مجتمعان' 7.5 مليار دولار، بإجمالي تكلفة للمشروع تصل إلى 11 مليار دولار، وقدمت هيئة تنمية الصادرات الألمانية بدعم من الحكومة وهيئة تنمية الصادرات قرضًا حسنًا بـ0.6% فائدة وتستمر فترة الأقساط على مدار 15 سنة تبدأ بعد الخمس سنوات، و ستدير المشروع شركة سكك حديد ألمانيا، التب أكدت أنها ملتزمة بأنه خلال 20 سنة يكون تم استرجاع ثمن المشروع، وبشكل عام فإن مصادر تمويل المشروع تتمثل فيما يلي:

- التمويل الحكومي: ممثل في وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق، حيث تتحمل جزءًا كبيرًا من التكلفة، خاصة في ما يتعلق بأعمال البنية التحتية، والأراضي، والتخطيط، مع تخصيص موازنات من الدولة.

- التمويل الألماني والدولي: تقود شركة سيمنز الألمانية تقود التحالف العالمي المنفذ للمشروع (سيمنز – أوراسكوم – المقاولون العرب) وقد تم توقيع اتفاقية بقيمة حوالي 8.1 مليار يورو لثلاثة خطوط.

- التمويل يشمل جزءًا كبيرًا بنظام التمويل التصديري (Export Credit) من خلال بنوك ألمانية وأوروبية (مثل KfW الألماني وDeutsche Bank وغيرهما) وهذه القروض عادةً ما تكون ميسّرة، بفترات سماح وسداد طويلة الأجل، وبفوائد منخفضة نسبيًا.

- القطاع الخاص المصري (شركات المقاولات المصرية): شركات مثل أوراسكوم والمقاولون العرب تساهم بالتمويل الجزئي، لبعض الأعمال مقابل عقود التنفيذ أو التشغيل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً