روى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تفاصيل الدعوة التي تلقاها للحضور إلى جانب الإمام الأكبر شيخ الأزهر و«رموز مهمة في المجتمع المصري» لعقد اجتماع مع وزير الدفاع آنذاك، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لإلقاء خطاب الثالث من يونيو.
وقال خلال مقابلة مع شبكة «CNN» مساء الجمعة، إن مصر كانت تمر بحالة كبيرة من عدم الاستقرار، مشيرا إلى أن «العنصر الفاعل الذي كان الشعب يستند عليه هو قواته المسلحة».
ووصف أجواء الاجتماع الذي ضم حوالي 20 شخصية، قائلا: «المشير عبد الفتاح السيسي، أدار الجلسة بمنتهى الديمقراطية، استمع للكل، وأجرينا عملية تقييم للموقف».
وأضاف أن الحاضرين اتفقوا بالإجماع على «خطوات معينة»، قام بصياغتها بشكل قانوني المستشار القانوني، لتعلن لاحقا في البيان الذي تلاه وزير الدفاع.
وتابع حديثه: «ما حدث ثورة لتصحيح مواقف ولعودة مصر للمصريين»، مشددا أن دافعه الشخصي كان «سلامة البلد».
وتطرق قداسته إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، قائلا: «الدين في مصر، سواء المسيحية أو الإسلام، مناطق حساسة بالنسبة لكل إنسان مصري، نحن شعب متدين، وشعب نحب الأديان جدًا، ونشأنا من أيام الفراعنة مع بعض، لكن الهدف من الاعتداءات على الكنائس، إن يبقى اللي عملها مسلمين، فتقوم تحصل مشكلة ما بين الاثنين؛ لكني مؤمن بأن من ارتكبوا الاعتداءات ليسوا إخواننا المسلمين».
واستشهد البابا بعلاقاته الممتدة مع أصدقائه المسلمين، قائلا: «أنا عشت في مجتمع إسلامي، وكل أصدقائي مسلمون، وما زلت أقابل أصدقائي حتى اليوم ونتحدث ونعيد على بعض، ولذلك قلت عبارة خطيرة وقتها، أحدثت نوعا من السلام في المجتمع والتهدئة للجميع: إذا حرقوا الكنائس، سنصلي مع إخوتنا المسلمين في المساجد، وإن حرقوا المساجد، سنصلي معا في الشوارع.. والعبارة الثانية: وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».
واختتم البابا تواضروس حديثه مشددا أن «السلام المجتمعي هو أغلى شيء»، محذرا من مصير دول انزلقت إلى حروب أهلية لسنوات مثل لبنان، قائلا: «مبنى اتهد يتبني، ليست قضية كبيرة يعني؛ لكن السلام لو ضاع من أين سنأتي به».