في إطار العلاقات التاريخية والروابط الأخوية المتينة بين جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين، استقبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليوم الثلاثاء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى القاهرة على رأس وفد رفيع المستوى.
وخلال اللقاء، نقل سمو ولي العهد تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، إلى فخامة الرئيس، وتمنياته لمصر بمزيد من التقدم والازدهار. من جانبه، حمّل الرئيس السيسي سمو الأمير تحياته إلى جلالة الملك، وتمنياته لمملكة البحرين الشقيقة بدوام الاستقرار والتنمية.
وأعرب سمو ولي العهد عن سعادته بزيارة مصر، مشيدًا بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومؤكدًا على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين، وأهمية تعزيز التعاون الثنائي بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين. كما أشاد بدور مصر المحوري في دعم قضايا الأمة العربية.
وفي سياق الزيارة، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جلسة مباحثات موسعة مع الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين وممثلي مجتمع الأعمال من الجانبين، تناولت سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وتفعيل نتائج اللجنة المشتركة بين البلدين، التي أثمرت عن توقيع عدة مذكرات تفاهم في مجالات السياحة، الاقتصاد، المالية، الثقافة، التكنولوجيا، وغيرها.
ورحب الجانبان بمخرجات منتدى رجال الأعمال المشترك، الذي عُقد على هامش الزيارة، والزيارات الميدانية لوفد رجال الأعمال البحريني، والتي من شأنها تعزيز العلاقات بين القطاعين الخاصين في البلدين.
كما هنأت مصر مملكة البحرين على انتخابها لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة للفترة 2026–2027، مؤكدة ثقتها في قدرة المملكة على تمثيل القضايا العربية بفعالية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
من جهته، جدد الجانب البحريني دعمه لترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو للفترة 2025–2029، وهو ما ثمّنته مصر باعتزاز وتقدير.
وتطرقت المباحثات إلى المستجدات الإقليمية، حيث شدد الجانبان على وحدة المصير بين البلدين، مؤكدين على أهمية تسوية الأزمات الإقليمية عبر الحوار، ودعم استقرار دول المنطقة، مع الالتزام بالحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد الجانبان موقفهما الثابت بدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع دعوة المجتمع الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.
كما ثمّنت مصر دعم البحرين المتواصل للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، وأعربت عن تطلعها لمشاركة المملكة في "مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة"، المزمع عقده بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة فور التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.