قال الأستاذ الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن مؤتمر "أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر"، الذي عقد في مدينة سمرقند في الفترة من 3 إلى 5 مارس 2020 جاء في وقته ومكانه؛ ليكشف عن رجال كالماتريدي، خدموا دينهم وأوطانهم وأمتهم، وكان لهم أكبر الأثر في تشييد صرح الحضارة الإنسانية؛ وذلك بما أنتجوه من فكر وسطي مستنير يحفظ للإنسانية حقوقها وكرامتها وتحفظ لها دمائها وأرواحها.
وأوضح عياد، أن كلمة فضيلة الإمام الأكبر في مؤتمر سمرقند كشفت عن القول الفصل في كثير من المسائل، حول التراث، والعولمة، ومذهب أهل السنة والجماعة، وحال الأمة الإسلامية، حيث شدد الإمام الأكبر على أنه لا يوقِف حمامات الدِّماء التي أُريقَت على مذابح التكفير إلَّا مذهب أهل السنةِ والجماعة.
وأضاف عياد، أن توصيات الإمام الأكبر في مسألة فرز التراث ينبغي أن تهتم بها المؤسسات العلمية في كافة العالم الإسلامي للتباحُثِ حولَ كيفيَّةِ أحياء التراث، وتحديدِ معاييرِ «الفَرْزِ» بين ما يُستَدعَى من الأُطُرِ التشريعيَّةِ والقواعدِ الفقهيَّةِ التي تَسمَحُ بتغيُّرِ الصورِ الجزئيَّة وتبدُّلها، وبين ما يَبقَى خاصًّا بزَمَنِه الذي قِيلَ فيه، ولا يُفيدنا استصحابُه في زمَنِنا هذا.. كما أشار فضيلة الإمام الأكبر.
وبشأن توصيات مؤتمر الماتريدي، أوضح عياد أنها جاءت لصالح إثراء المعارف وتنمية القيم الروحية، وتبسيط هذا الفكر المعتدل للجميع؛ بما يعمل على نشر الفكر الوسطي الذي يخدم الإنسانية.
يشار إلى أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد شارك ووفد علمي مرافق لفضيلته في المؤتمر العلمي "الإمام أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر"، والذي عُقد على مدار ثلاثة أيام من 3 إلى 5 مارس 2020، بمدينة سمرقند بأوزباكستان، وناقش تحليل سيرة الماتريدي وآثاره العلمية، والآراء والأفكار المرتبطة بتاريخ تطور علم الكلام في عهده، وبحث تطور التعاليم الماتريدية، وأهمية تراث الإمام الماتريدي وأتباعه في حل القضايا الملحة في العصر الحالي.