الأنانية وأشياء أخرى.. انتهاكات صارخة لإجراءات الوقاية ضد كورونا.. أسباب ودوافع

الوقاية من فيروس كورونا
الوقاية من فيروس كورونا

ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد 'كوفيد 19' إلى 244 ألف شخص حول العالم، ووفاة أكثر من 10 آلاف آخرين، وذلك دون اكتشاف عقار أو مصل لعلاجه حتى الآن، الأمر الذي يجعلنا أمام وباء حقيقي يتفشى بصورة سريعة بين الناس خاصة في حالة عدم الالتزام بالإرشادات الصحية التي تضعها منظمة الصحة العالمية طوال الوقت، حيث ظهر في الفترة الأخيرة عدد كبير من الأفراد حول العالم يضربون بكل النصائح عرض الحائط غير مهتمين بالعواقب الوخيمة التي من الممكن أن تحدث في ليلة وضحاها.

ورغم المطالبة بأهمية توخي الحذر والتزام المنزل والإجراءات الوقائية والاحترازية من فيروس كورونا، فإن أعداد المرضى في تزايد، الأمر الذي سيجعل الأطباء والمستشفيات تتخذ إجراءات صعبة إذا ساء الأمر ووصلنا إلى مرحلة تفشي الوباء، فلا يزال الكثيرون لم يغيروا عاداتهم اليومية الخاطئة من التواجد في التجمعات والأماكن المزدحمة فضلاً عن التدخين والذهاب إلى المقاهي والتنزه في الأسواق.

قالت مجلة أتلانتيك الأمريكية، على موقعها الإلكتروني، إن عدم تحمل المسؤولية وصل في بعض الدول إلى حد الانتهاك الصارخ للأوامر، وهو ما حدث في العاصمة الألمانية برلين، لذلك اضطرت الشرطة إلى إغلاق 63 من الحانات والأندية التي انتهكت قواعد الحجر الصحي، وكلك في مدينة نيويورك الأمريكية، حتى إن العمدة بيل دي بلاسيو أصر على ممارسة التمارين لآخر مرة في صالة الألعاب الرياضية، ورغم تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال سكان فلوريدا يذهبون إلى الشواطئ ضاربين بكل شيء عرض الحائط، ويوجد العديد من الحالات المشابهة في أماكن أخرى بالعالم.

لماذا يرفض الناس اتباع التعليمات الوقائية؟

المجلة الأمريكية أشارت إلى أن الجهل أول الأسباب التي تجعل الأفراد غير ملتزمين بالإجراءات الوقائية والاحترازية، حيث اقتصر دور كثيرين على متابعة آخر المستجدات حول المرض وانتشاره ولكنهم لا يطبقون ذلك على أنفسهم، ومازالوا يفعلون كل ما يمثل انتهاكا للقوانين والإرشادات الموضوعة.

وذكرت المجلة، أن الأنانية تلعب دورًا كبيرًا في تغاضي الناس عن الإجراءات الاحترازية، لافتة إلى أن أغلب الشباب يتعاملون مع الأزمة من منطلق أناني بحت، خاصة بعدما أظهرت الدراسات والأبحاث في الصين وإيطاليا أنهم الأقل تأثرًا بالفيروس، ولكنهم مع ذلك يخرجون لأهون الأسباب، وبالتالي يعرضون المصابين بالأمراض المزمنة وأصحاب المناعة الأضعف والمسنين لخطر حقيقي.

حقيقة الأمر من الناحية الفلسفية

وحسب الفيلسوف بيتر سينجر، فإن هناك تفسيرا فلسفيا وراء ما يحدث، حيث إن البشر يميلون إلى تقديم التضحيات من أجل الأشخاص الذين يعانون أمام أعينهم، ولكنهم ليسوا مستعدين للتنازل عن أي شيء من أجل الأشخاص البعيدين عنهم، أو الذين يصعب رؤيتهم، حيث أجرى تجربة فكرية بسيطة تؤكد افتراضه، ويقول: 'تخيل إنك تسير في حديقة، ورأيت فتاة صغيرة تغرق في بركة، من المحتمل أن تبذل كل ما في وسعك لمساعدتها، حتى إذا لطخت قميصك أو أصبت نفسك بجروح، ثم تخيل أن هذه الفتاة في موقف مميت ولكن في مكان آخر بعيد، وطُلب منك التبرع بمبلغ مادي لمساعدتها، بنسبة كبيرة لن تقدم لها أي شيء، ولن تدفع هذا المبلغ حتى إن كان بسيطًا، لأنك تشعر أنها بعيدة جدًا، ولا تستطيع رؤية معاناتها بعينيك'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً