يعاني عدد كبير من الأشخاص حول العالم من مشكلات في النظر تتمثل في قصره أو طوله، وهو الأمر الذي يختلف من شخص لآخر، ويعرف عن قصر النظر هو عدم قدرة الشخص المصاب رؤية الأجسام البعيدة بشكل واضح بالرغم من قدرته على رؤية الأجسام القريبة منه بوضوح، وهو أحد المشكلات الشائعة لدى عدد كبير من مواطني العالم، ويعاني منه ما يقرب من 30% من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية.
فيما يعرف طول النظر بكونه الأقل شيوعا من مرض قصر النظر، ويتمثل في قدرة الشخص المصاب لرؤية الأجسام القريبة بوضوح، فيما يستطيع رؤية الأجسام البعيدة بوضوح أكبر، حيث تختلف شدّة طول النظر بحسب قدرة العين على التركيز بالأجسام القريبة، وبعض الحالات الشديدة لا يستطيع الشخص رؤية الأجسام بوضوح بدون وجود أجسام بعيدة عنه.
أعراض قصر النظر:
يتم تشخيص معظم حالات الإصابة بقصر النظر في فترة الطفولة، وهي السنوات الدراسة الأولي وسن المراهقة، وذلك من خلال وجود أعراض قد يعاني منها الطفل متمثله في إصابتهم بقصر النظر وزيادة طرفه العينين، وكذا الجلوس بالقرب من التلفاز أو المقاعد الأمامية بالصفوف الدراسية، وعدم ملاحظتهم للأجسام البعيدة عنهم، كما يسبب قصر النظر في الإصابة بالصداع نتيجة إجهاد العين وصعوبة الرؤية أثناء قيادة السيارة خاصة في فترات الليل، أو غلق جزء من جفن العين للرؤية بوضوح، وزغللة العين أثناء النظر للأجسام البعيدة.
أعراض طول النظر:
يصاحب طول النظر عدد من الأعراض المختلفة، منها إجهاد العين أو الشعور بألم في العين أو المناطق المحيطة بها، كما يشعر المريض بحرقة في العين ورؤية الأجسام القريبة بشكل ضبابي، ما يستلزم الحاجة للتركيز لرؤية الأجسام بوضوح، وهو ما قد يؤدى إلى الأصابة بالصداع أو الشعور بتعب العينين أثناء القيام ببعض المهام التي تحتاج للنظر للأجسام القريبة لفترات طويلة، مثل القراءة والكتابة، والرسم، واستخدام أجهزة الحاسوب.
طبيب عيون يوضح الفارق بين قصر وطول النظر.. وينصح المرضي
من جانبه، يقول الدكتور عصام الطوخي، أستاذ جراحة العيون بطب القصر العيني ومستشار وزير الصحة لطب العيون، إن قصر النظر يعني تكون الصور أمام شبكية العين بدلا من تكوينها بمكانها الطبيعي، ما يدفع المريض لرؤية الأجسام القريبه منه بشكل شبه واضح، بينما لا يمكن رؤية الأشياء البعيده عن عينيه، ولا يسبب في درجات تلك المرض البسيطة مشكلات كبرى، ولكن وفي حال تدهو الأمر يؤدى ذلك إلى أمراض خطيرة مثل انفصال شبكية العين.
وأضاف 'الطوخي' في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن طول النظر هو عكس قصر النظر، وفيه يتم تكوين الصورة خلف الشبكية بسبب قوة الإبصار، وعادة ما لا يري المريض الصور القريبة أو البعيدة عنه، وتظهر بشكل مشوش، ويجب على من يعاني طول أو قصر النظر استخدام النظارات أو العدسات الاصقة.
الدكتور عصام الطوخي
مشكلات النظر للأطفال:
وأكد 'الطوخي' وجود عدد كبير من الأطفال كتير يولدوا بطول نظر، ولكن ومع بلوغهم لأعمار معينه يقوم الجسد تلقائيا بتصحيح مسار النظر ويعود كطبيعته، وفي تلك الأونة يجب على الأهالي اللجوء للنظارات الطبية لحين استقرار سن الشخص وبلوغه لـ20 أو 21 عام ومن بعد ذلك يتم تحديد إجراء العملية لهه من عدمه، أي بعد توقف عملية النمو.
وأوضح أن هناك عمليات يتم إجراءها لتصحيح عملية الإبصار لهؤلاء المرضي، والتي تطورت بشكل كبير خلال الفترة الماضية وتصل نسب الشفاء خلالها لـ99%، حال استخدام التقنيات والأجهزة الحديثة المعتمدة على 'الفيمتو ليزك'، وخلال العملية يقوم الليزر في إعادة تشكيل القرنية لتعود لمقاسها الطبيعي، وهي عملية جراحية لا يجوز إجرءاها على كل المرضي، حيث أن هناك أشخاص تظهر الفحوصات قبولهم لإجراء العملية وأخرين لا يجوز لهم الخضوع لتلك العملية من الأساس.
وألفت إلى أن هناك بعض المراكز تقوم بإجراء تخفيضات على تلك العمليات وهو الأمر الذي لا يجب على المرضي الانصياع له كونه لا يعطي ذات دقة العملية التي تجريها أجهزة الفيمتو ليزك، حيث أن الجهاز عرف من ثمانينات القرن الماضي وكان تصل نسب الشفاء به لـ88%، وأخذت تلك النسبة في التصاعد حتى وصلت لـ99% باستخدام الأجهزة الحديثة المعده خصيصا لهذا الأمر.
نصائح للمرضي قبل الخضوع للعملية
نصح 'الطوخي' المرضي بالذهاب للأطباء الجيدين والذين عرفوا بالمهنية والدقة في أعمالهم السابقة والحاصل على الشهادات الجيدة من الأماكن المرموقة، حيث أن هناك بعض الأشخاص ممن يتخذون من تلك العمليات تجارة ويقوموا بعلاج المرضي بأجهزة قديمه مع تقديم خصومات لهم: 'في عنيك استغلي متسترخصش'.
وأوضح هناك 3 عوامل تعكس دقة ومدى نجاح العملية، ومنها مهارة الطبيب، ومقاسات المريض الصحيحة، وحالة القرنية والمواصفات التكنولوجية بالأجهزة التي يتم إجراء العملية عليها، مشيرا إلى أن تلك العملية يتم إجرءاها مرة واحده فقط ومن الصعب تكرارها حال فشلها.