يحتفل مواطني العالم باليوم العالمي لمرضي الروماتويد، أو ما يعرف بالروماتيزم في 12 أكتوبر من كل عام، بينما تحل ذكراه في مصر اليوم، 23 أكتوبر، وهو العرف المتبع منذ عام 1996 كمبادرة عالمية تجمع مواطني كافة دول العالم لزيادة الوعي بأمراض الروماتيزم والعضلات الهيكلية وطرق الوقاية منها.
واحتفلت مصر، به خلال العام الماضي عبر تنظيم 'مارثون مشي صحي'، حمل اسم 'ايديك في ايدينا'، وحضره عدد من أطباء الروماتيزم وعدد من المرضي وكبار السن، حيث سار مشاركي المارثون لمسافة اقتربت من الكيلو ونصف، في رسالة منهم على تحديهم للمرض، وعلى أنهم سينجحوا في استكمال حياتهم بشكل طبيعي.
ماهو مرض الروماتويد
قد يظن البعض بأن ذلك المرض يفتك بمن هم كبار السن وحدهم ولا يصيب الصغار، ولكن لا يعتبر ذلك المرض مرضا واحدا بل هناك ما يقرب من 250 نوع من الأمراض متعلقه به، وبالرغم من عدم توصل الطب لاكتشاف عقار له، تتوافر علاجات فعالة للسيطرة على معظم تلك الأمراض ولمساعده المرضي على الاستشفاء، حسبما ذكر موقع 'allegiant health'.
وهو مرض ناتج عن الالتهابات بعضلات المفاصل والأنسجة الرخوة التي تعرف بالنسيج الضام، حيث تكون الإصابة بالروماتيزم عادة بمفاصل اليدين والقدمين، ما يسبب تورم أو تشوه في المفاصل وتآكل في العظام، وتكون أعراضه:
- التعب وقلة النوم وفقدان الشهية بسبب التعرض للألم شديد ناتج عن التهابات مفصلية.
- ألم شديد بالمفاصل والتورم ويكون ناتجا عن زيادة السوائل بالمنطقة المصابة بالروماتيزم.
- إحمرار المفاصل المصابة بالروماتيزم نتيجة التمدد والتوسع في الشعيرات الدموية الموجودة في المنطقة المصابة.
- يعاني المريض من ارتفاع درجة الحرارة وسخونة بالمفاصل.
- الإصابة بالتيبس والصلابة خلال الساعات الأولى من الصباح.
- عدم القدرة على المشي بشكل مستقيم إذا أصيب مفصل القدمين.
- الإصابة بالألم في الرقبة والألم في منطقة الكتف، خصوصا عند تحريك الرأس.
- التعرض للإصابة بفقر الدم من الأعراض المصاحبة للروماتيزم.
- الإصابة بالألم في العمود الفقري.
- التأثير على حالة المريض النفسية ما قد يصيب اكتئاب.
كما يقوم المرض بتدمير بنية المفصل والعظام، وعندما تسوء الحالة تهاجم الخلايا المناعية أنسجة الجسم الأخرى ما يسبب مضاعفات خطرة مثل روماتيزم القلب وتلف العيون المسبب للعمى ببعض الحالات، وحتى أو تلف الاعصاب وتليفات بالرئة مع زيادة قابلية تجلط الدم، كما يسبب المرض انخفاض جودة حياة المريض بسبب المعاناة بالام شديدة وتيبس الجسم واعاقة، وفي بعض الحالات يترك عمله ليعتمد على أخرين في مصاريف حياته.
أنواع الأمراض الروماتيزمية
التهاب المفاصل: وهو نوع يسبب تفكك الغضروف المبطن للمفاصل وهو ما يطلق عليه 'الخشونة'، ويعاني مرضاه من الألم والتيبس بالمفاصل، هصوصا عند الاستيقاظ في الصباح، وتتورم مفاصلهم وتلتهب ويتغير لونها للأحمر أثناء نوبات التهاب المفصل، ما يشببه بأمراض الروماتيزم الاخرى مثل الذئبة الحمراء والسكليروديرما.
أما وبالنسبة للخشونة، فلا ترافقه الالتهابات عادة ولا يشعر المصابون بالألم أو تيبس صباحا، بل يبدأ الالم بالارتفاع تدريجيا مع ممارسه الحركة المعتادة مع النشاط اليومي، وهو ما يسبب الأرق وعدم الراحة أثناء النوم لهؤلاء المرضي.
دراسة موقع Medical News Today
وأكدت دراسات نشرها موقع 'Medical News Today' بأن العلاج خلال العامان الأولين من بدء الأعراض في المرحلة الحرجة هو أمر هام لتفادي 'نخر العظام' وتشوه المفاصل والعظام بهد ذلك، حيث أنه وبالعلاج يوضع خطة علاجية مناسبة لكل مريض على حده وفق حالته وصحته وكذا مضاعفاته.
ويعتمد ذلك على عدد من العوامل منها مشكلات المفاصل الملتهبة، وشدة الأعراض، وتكرار النوبات، ومعدلات عامل للروماتيزم، وكذا الاجسام المضادة بالدم، كما يعتمد على مدى استجابة الجسم للعلاج، ومن هنا يقرر المعالج الدواء المناسب من الكورتيزون أو العلاجات التقليدية والبيولوجية الحديثة.
وبالرغم من وجود الكثيرون يخشون عقاقير الكورتيزون ولكنها الأكثر أمانا، حيث أنه ومع تناولها وبجرعات مناسبة لمدة بإشراف طبيب فمن شأن العقار معالجه التهابات المفاصل مع تقليل مضاعفات المرض لحين بدء سريان مفعول العلاجات الأخرى بالجسد، وتحتاج ما بين شهر لـ3 أشهر حتى تؤثر بالمريض.
وبالنسبة للعلاجات البيولوجية، فقد احدثت ثورة كبيرة في مجال السيطرة على الحالات الحادة وعالية الشدة، والتي كان من الصعب السيطرة عليها مسبقا، بينما لا تزال العلاجات التقليدية مفيده لعلاج الحالات البسيطة من المرض، ويجب عدم إغفال العلاج البيولوجي كونه أحد العلاجات القوية ولها تأثيرات جانبية.
أعداد المصابين في أزدياد وخاصة النساء
وأوضحت دراسة جديدة لموقع 'punchgunk' توقع عدد من الخبراء مضاعفة أعداد المصابيين خاصة من النساء، وذلك بسبب تضاعف أعداد النساء مصابي المرض 3 مرات مقارنه بالرجال، وذلك في الفئات العمرية مابين 30 لـ50 عام، حيث أن الإصابة تاتي للأنسان خلال المرحلة النشطة في حياته.
خطورة المرض على الأطفال
بالرغم من انتشار المرض بين الكبار، بينما يتعرض الأطفال لخطر الإصابة بالمرض، حيث يكمن خطر ذلك المرض في تأثيره على نمو مفاصل الطفل وأطرافه ليؤدى إلى صعوبات في حركته وانخفاض بجودة حياته المعتادة، لذا شدد الأطباء على ضرورة انتشار الوعي بين أولياء الأمور حتى يتمكنوا من اكتشاف دلالات المرض في وقت مبكر ويلجأوا للمختصين من أجل التشخيص، حيث أن تأخير اكتشاف المرض للأطفال يعرضهم لآثار جانبية خطرة تؤثر سلبا بحياتهم وطفولتهم.
الروماتويد والسيدات الحوامل
لا يمنع الأطباء الحمل على المرأة مصابة الروماتويد مالم تعاني من مضاعفات أخرى، أو تمر بمرحلة نشطة من المرض يعيق الحمل في تلك الوقت، لذا نصح موقع 'Health usnews' في مقاله للطبيب 'الدكتور كريستوفر جيه سكولامد' السيدات الحوامل بضرورة استشاره الطبيب بشكل دائم ودوري حال وقع الحمل ومتابعه حالتها المرضية مع ذلك المرض والألتزام بالدواء الذي يصفه الطبيب لها حتى لا يتفاقم شأن الإصابة بمعدلات عليا قد تؤثر بشكل أكبر مستقبلا.
كما أكد ضرورة مراقبة تطورات الحمل ومدى تقدم مرض الروماتويد بشكل دائم، حيث أن كثيرا ما يهدأ مرض التهاب المفاصل الروماتيدي خلال فترة الحمل، ويبقى ببعض الحالات نشطا، وفي تلك الحالة يكون من الضروري تعديل طريقة التعامل مع المرض من أجل السيطرة عليه وتفادي المخاطر التي يسببها على صحة الأم أو الجنين.
وأوضح الطبيب أنه وفي حال كان المرض نشطا فإن التهاب المفاصل الروماتويدي بحد ذاته غير مضر للجنين، ولكنه أيضا يشكل خطرا على صحة الام إذ لم تنجح في السيطرة عليه، كما تحتاج الأمهات المرضي تناول العقاقير التي يرتفع معها حدوث آثار جانبية على الحالة الصحية للأم، حيث يتم مناقشة مثل تلك الأمور بين المريض واختصاصي أمراض الروماتيزم واختصاصي الحمل على حد السواء ايضا.
قد تصل الأثار الجانبية إلى احتماليه ضئيله للإجهاض أو أن يكون وزن الجنين منخفضا، وهو الأمر الذي يختلف بعد الولادة وينشط المرض في 90% من الحالات بعد نحو 3 لـ4 أشهر، ولذا يجب أن تعي المريضة الامر وتستبق ذلك باستئناف تناول الأدوية الخاصة بالمرض بعد الولادة بأسابيع قليلة، مع ضرورة المتابعة المستمره مع الأطباء المتخصصين.
سيدة حامل