لا تمر بشارع رشدي بقلب الإسكندرية عروس البحر المتوسط، حتي تأخذ الرهبة قلبك، عند أحد العمارات الضخمة، الخالية من البشر، وعندما تسأل تعلم أنها مسكونة، ولكن ليس بالبشر، فهي مشهورة بـ'عمارة العفاريت' أو عمارة رشدي.
وتقع عمارة رشدي فى موقع متميز بشارع “أبو قير” الرئيسى بمنطقة رشدى؛ الذى يعتبر من أرقى المناطق بالإسكندرية، مكون من خمسة أدوار وجراج بالشارع الجانبى، وتم بناء المنزل عام 1961 بترخيص رقم 1566 والذى ينص على إنشاء طابق أرضى وعشرة طوابق علوية، إلا أنه تم تعديل هذا الترخيص بالقرار رقم 344 لسنة 1987 لإنشاء فندق سياحى به مركز تجارى وسوبر ماركت وكافتيريا ومكتب سياحى ومطعم ومركز مؤتمرات وقاعة أفراح.
تتبع القصة من البداية لتحاول اكتشاف سر اللعنة داخل عمارة رشدي، فكانت البداية في عام 1961 عندما قام رجل يوناني غامض يسمى بارديس ببنائها، وجلب أولاده الخمسة وزوجته ليعيشوا بها ولكنه خرج فجأة لرحلة صيد غامضة، ولم يعد بعدها وقيل أنه مات، وباعت زوجته العمارة إلى محسن بك تاجر الأخشاب الشهير، والذي قرر أن يؤجر الشقق ويعيش في إحداها.
عمارة رشدي
وتعددت الروايات التي تفسر سكن الأشباح لهذه العمارة منها اختلاف الشركاء حولها،ف رأي البعض أن بعض الشركاء نصبوا على شريك لهم مما جعله يعمل “عمل” عند مشعوذ كبير لمنع بيع أى شقة من الشقق أوالمحال، وألقاه بالموقع أثناء بناء الأرض، بل وصل الأمر عند البعض أن يقول أن عفاريتها مجرد 'شائعة' بسبب الخلافات حول الميراث بين شركاء العمارة حتى لا يسكنها أحد.
بينما أرجع البعض سبب وجود الأشباح لأرض العمارة التي كانت مدافن مجهول أصحابها، والمدفونين بها ماتوا فى حوداث قتل غامضة وأرواحهم المعذبة تؤذى كل من يسكن العمارة، أو للعنه التي وقعت عليها بعد أن بنيت على مصحف ملك أحد العمال.
ويري البعض أن صاحبها كان يرغب فى شراء أرض ويقوم ببناء مسجد بالدور الأرضى للمنزل ولكن لم يستطع ماديا، وعندما منحه الله المال الكافى لذلك طمع فى هذا الدور وامتنع عن بنائه فحلت اللعنة والغضب عليه.
وتعد الحقائق عن العمارة أشد رعباً من التفسيرات التي يتناقلها الناس، فحين كانت قصة زواج عروسين إسكندرانيين، استعدادًا للزفاف، وأوقعهما القدر في شراء شقة بتلك العمارة، وجهزا الشقة وبدءا في التشطيب، كان العمال يسمعون أصوات غريبة خارجة من الحمام ولكنهم لم يلتفتوا لها.
عمارة رشدي
وتملك إحساس الخطر الزوج بشكل جدي قبل يوم واحد من زفافه، حيث رأى أن حوائط الشقة بالكامل عليها بقع دم حمراء، ولكنه كانت تدفعه رغبة جامحة في الزواج، مما حدا به ألا يلتفت للأمر لضيق الوقت وعندما تزوجا وفي ليلة الدخلة، وعندما دخل الحمام وجد المياه تنزل بلون أحمر وسمع أصوات غريبة، ووجد زوجته تصرخ صراخا شديدا بالخارج.
خرج فجأه الزوج ليجد زوجته أمامها قط أسود كبير يقف على السرير، ووجدوا إمرأة غريبة تضحك بدون رأس مثل أفلام الرعب تمامًا كالتي نشاهدها الآن، وعندما أغمي على زوجته وحاول الفرار بها وجد شخص أسود كبير بأنياب ولسان طويل يريد التهامهم فأغمي عليهم ولم يجدوا أنفسهم إلا وهم في الشارع ومعهم كل مفروشاتهم مكسرة بجوارهم وسط ستغراب من أهل الإسكندرية.
وتكررت الحوادث الأليمة لمن حاول سكن العمارة، أوحتى من تشجع وكذبهم وذهب وبات بها ليلة، حيث ينتهي أمره إما بمستشفى المجانين، أولم يسمع عنه أحد حتى الآن، وكان آخر من سكن بالمنزل أحد الشيوخ الذى تحدى الجميع ليؤكد أنه لا يوجد أشباح بالمنزل، وظل أسبوعا كاملا يقرأ القرآن وفى اليوم الثامن وجد نفسه فى الشارع وأثاثه محطم، وتم غلق باب العمارة بالطوب الأحمر لمنع صعود أحد إلى المنزل مرة أخرى.
.
عمارة العفاريت
وتثار دهشتك حين تجد أن الجراج الخاص بالعمارة يعمل منذ زمن طويل ويسكنه السايس وأسرته وأولاده، كما أن هذه القصص لم تؤثر فى نفوس عدد من الشباب الذين تحدوا هذه الشائعات وقاموا بتنظيم فعالية منذ عام، للتجمع أمام العمارة ومحاولة الدخول إليها وقضاء ليلة كاملة لإثبات أن هذه الأقاويل خرافات،إلا أنهم فوجئوا بأشباح تطاردهم بمنازلهم.
وتجددت في الآونة الأخيرة عمارة رشدي ويقال أنه بعد التجديد الأخير اختفت أشباحها و'عفاريتها' ولكن لا يزال السؤال المحير هل ستعود الأشباح من جديد لعمارة رشدي.
العمارة بعد التجديد