يتسائل الكثير من الناس، كيف كان شكل الملوك والملكات القدامى الحقيقي وكيف شكل خالد بن الوليد أو جان دارك الفرنسية وغيرهم من القادة والأبطال الذين لم يتركوا لنا صورا لهم، ولكن العلم الحديث اعتمادا على رفات وجماجم هؤلاء الأبطال، استطاع أن يرسم صورا بل ويجسد تماثيلا لهم بمجرد فقط وجود عظام وجماجم لهم، وهذا ما سنعرفه خلال السطور القادمة عن معيد هؤلاء للواقع بريشته وإزميله وهو أوسكار نيلسون.
أوسكار نيلسون
كشفت عالمة الآثار كريستين رومي من برنامج الأثار البحرية في جامعة تكساس إيه أند إم، أن عالم الآثار'أوسكار نيلسون' يتمتع بالقدرة على منح وجوة الشخصيات القديمة المجهولة عند استخراج جمجمتهم، ويعتمد هذا الخبير السويدي في إعادة التركيب على معرفته العميقة بالبنية التشريحية للوجوة فضلا عن مهاراته في النحت، ليعيد الحياة لوجه ملكة نبيلة بيروفية عمرها 1200 عام أو لمراهق إغريقي عاش قبل 9000 عام.
أوسكار نيلسون
وأكدت رومي في تقريرها الذي بثته قناة ناشيونال جيوجرافيك الأمريكية، أنه يبدأ أوسكار نيلسون بطبع نسخة ثلاثية الأبعاد لجمجمة أصلية، ومن ثم ينحت قسمات الوجه بيديه مسترشدا بينة العظم ومعتمدا على بيانات علمية لتقدير سمك العضلات واللحم في مختلف مناطق الوجه، وما أن يصل التشكيل إلى ما يسميه نيلسون مرحلة دمية العرض حتى تدخل على الخط ملكاته الفنية لزرع الحياة في الوجه بدقة علمية.
أوسكار نيلسون
ويقول أوسكار نيلسون، إن الحمض النووي للأجيال القديمة أصبح حقلا جديدا يشهد تطورا متسارعا في مجال إعادة تشكيل الوجوه لما دخل نيلسون هذا المضمار منذ 20 سنة خلت، كان تحديد لون البشرة والعينين والشعر مسألة تخمين، لكن التقدم الذي عرفه استخلاص الحمض النووي وتحليله في العقد الماضي أتاح لنيلسون مزيدا من المعلومات بشأن هجرات الناس واصولهم، ومن ثم صار بوسعه منح أحد سكان بريطانيا في العصر الحجري الوسيط مثلا اللون الداكن للبشرة والعينين.