تعاني الكثير من السيدات في فصل الصيف من انتشار النمل والذباب والناموس وغيرها من الحشرات المزعجة والمؤلمة للإنسان من خلال لدغها له، فترى الناموس منتشرا في زوايا المنزل، فضلا عن صوت طنينه وهو يحوم حول السرير وقت النوم، ما يدفعنا إلى مطاردته باستخدام المبيدات الحشرية، وقد تساعد المبيدات الحشرية في القضاء على الناموس والذباب، ولكن غالبا ما تكون لها آثار جانبية مزعجة جدا، وتوضح السطور القادمة عن أضرار المبيدات الحشرية أثناء القضاء على الحشرات المنزلية.
كشف محمد رجائي عبد الفتاح أستاذ علم الحشرات بالمركز القومي للبحوث، ورئيس مجال مكافحة حشرات الصحة العامة، أن المبيدات الحشرية تؤدي للإصابة بالصداع والغثيان فضلا عن تهيج وطفح الجلد، إضافة إلى آثارها على المدى البعيد من أمراض خطيرة كأمراض سرطانية وصدرية وحساسية.
وأضاف محمد رجائي، أن أنواع الذباب والناموس، تصل إلى آلاف الأنواع وتعدادها يصل إلى بلايين البلايين على مستوى العالم، وهي مشكلة تؤرق الجميع خصوصا في المناطق الحارة والرطبة، فقد نال البعوض لقب أكبر كائن تسبب فى القضاء على أكبر عدد من البشر، كما أن مكافحته أمر يؤرق علماء الحشرات وعلماء الصحة العامة منذ عشرات العقود.
وأوضح عبدالفتاح، أنه وحتى قبل تدخل العلم واختراع المبيدات، كان الإنسان يقاوم تلك الحشرات بالطرق الطبيعية، ولكن كانت الأخيرة أقوى ذكاء من الإنسان ووسائله، حيث تتأقلم مع تلك الوسائل وتكون لنفسها مناعة منها، لذلك نجد العلماء والدراسات التي لا تنقطع تأتي بجديد يوميا لمكافحة والقضاء على تلك الحشرات، وهو الأمر المستحيل حدوثه حتى الآن، لأن وجودها له أهمية كبرى في التوازن البيئي، حيث تتغذى الحشرات بنباتات وحيوانات، ولكنها بدورها تكون غذاء لنباتات وحيوانات أخرى، وبالتالي تساعد على إبقاء التوازن البيئي الدقيق بين الكائنات الحية من نبات وحيوان على كوكب الأرض.
الناموس والذباب أذكى وأقدم الكائنات على وجه الأرض والإنسان يتعلم منها
وأشار عبدالفتاح إلى أن الحشرات وعلى رأسها البعوض والذباب والنمل، من أرقى وأذكى الكائنات الحية على كوكب الأرض، وتتأقلم مع طبيعتها وتتحور بشكل جعلها من أقدم الكائنات، لدرجة أن الديناصورات انقرضت والبعوض والذباب لم ينقرض، واستطاع أن يطور من نفسه ويتأقلم مع البيئة المحيطة، كما أن تلك الحشرات وغيرها مهم جدا للتوازن البيئي، وبدونها يختل نظام الكون، وكما نراها ضارة للإنسان فإنها مفيدة في تغذية أنواع أخرى من الكائنات والقيم بعض أنواع المزروعات، وأيضا تعد المصدر الرئيسي لغذاء أنواع من السمك في الترع والأنهار.
وأردف عبدالفتاح، أن الإنسان تعلم ويتعلم من حياة الحشرات ونظام تكوينها وسلوكها، خصوصا أن هناك برنامجا دوليا معروفا يسمى (المحاكاة الحيوية للحشرات)، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الإنسان تعلم وما زال يتعلم من الحشرات، على سبيل المثال صناعة مراكب الفضاء على شكل خنفساء، وأيضا الإلكترونيات الضوئية الموجودة في الفراشات وبعض أنواع الذباب والحشرات الأخرى، ويتم استخدامها حاليا في صناعات التكنولوجيا العالية، ومنها التليفونات المحمولة وشاشات التليفزيون الحديثة، وأيضا فكرة المنظار الطبي جاءت للعلماء من خلال سلوك وحياة الحشرات.