على غير المعتاد أن تكون القصص الحقيقية مرعبة أكثر من الأفلام، لكن لا يمكن قول ذلك في حالة الحسناء أنيليس ميشيل، إذ توفيت الفتاة الألمانية عن عمر 23 عامًا بعد فترة وجيزة من عملية طرد الأشباح التي سكنتها، بحسب ما ذكرته صحيفة 'الميرور' البريطانية.
واتضح أن حياتها كانت مرعبة أكثر بكثير من الفيلم الهوليودي ' The Exorcism of Emily Rose' المقتبس من قصتها، وبها تفاصيل يشيب لها الشعر لم يتلوها صناع العمل.
أنيليس ميشيل
ولدت أنيليس، عام 1952 لعائلة كاثوليكية صارمة، وكانت أمها قد فقدت طفلتها مارثا، التي توفيت عن عمر ناهز 8 سنوات، مما يعني أن رحيلها سيدفع والدة أنيليس، لممارسة ضغوطًا أكبر على ابنتها المتبقية لتعيش حياة تقية، إذ راقبتها جيدًا وفرضت عليها حضور القداس مرتين في الأسبوع.
ومع مرور الوقت تفوقت أنيليس، في المدرسة، وكانت سعيدة ومحبوبة من قبل معلميها، ولكن عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها فقدت الوعي في الفصل وبدا أنها دخلت في حالة تشبه الغيبوبة لبضع دقائق.
أنيليس ميشيل
وفي تلك الليلة استيقظت وشعرت 'بشعور ثقيل على جسدها' وبللت السرير، ولم تذهب إلى المدرسة في اليوم التالي لكن عائلتها قررت أنها بخير، ولم تقع حوادث أخرى مشابهة، وبعد عام كامل، حدث شيء مشابه، وذهبوا بها إلى الطبيب، الذي أكد على سلامتها، حتى بعض عرضها على طبيب أعصاب، لم يكتشف إصابتها بمرض عضوي، ولكنها دخلت المستشفى في فبراير 1970 مصابة بمرض السل.
وزعمت أنيليس، أنها بدأت ترى ألوان، وتسمع أصوات، ليتم تشخيصها حالتها بعد ذلك بالصرع.
وعادت إلى المدرسة في نفس العام، لكنها كانت وحيدة ومكتئبة، ومع استمرار نوباتها، وعدم استجابتها للعلاج، ازدادت حالتها سوءً، وفي 1973 بدأت تعاني من الهلوسة أثناء الصلاة واقتنعت أنها 'ملبوسة' وأن الشياطين تسكنها.
أنيليس ميشيل
وعلى الرغم من محاولات الأطباء العديدة لعلاجها، لجأت أيضًا إلى الكهنة، ولكن مع الوقت تزداد حالتها سوءً، ويقال إن أنيليس كانت تلعق بولها من الأرض، وتأكل الفحم والحشرات حية، وتتعرى كثيرًا.
وعندما بدأت في تجنب الأشياء الدينية مثل الصلبان والمياه المقدسة، أدرك الكهنة أن الفتاة يتملكها مس شيطاني، وبعد أشهر من محاولات والديها، وافقت الكنيسة على القيام بعملية طرد الأرواح الشريرة.
وكلف الأبوين أرنولد رينز وإرنست ألت، وهما كاهنان من الرعية المحلية، بمهمة طرد الأرواح الشريرة 'السري'.
وتوقفت أنيليس، عن تناول أدويتها بناءً على أوامر الكهنة، إذ اعتقدوا أن حالتها ليست طبية، وعلى مدى الأشهر العشرة التالية، خضعت أنيليس لـ 67 جلسة طرد أرواح لمدة ساعة واحدة، ولاحظ رجال الدين ما لا يقل عن ستة أشباح بداخلها.
أنيليس ميشيل
وزعموا أن الأشباح هم: لوسيفر، ويهوذا إسخريوطي، ونيرو، وقايين، وهتلر، وفلايشمان، وكانوا يستخدمون جسدها كوعاء.
ومع استمرار عمليات طرد الأرواح الشريرة، توقفت أنيليس عن الأكل وأصبحت ضعيفة، وعندما توفيت عام 1976، كشف تشريح جثتها أنها مصابة بكسر في الأسنان وكدمات في الأطراف، ولكن قبل وفاتها ادعى الكهنة أنهم رأوا الندبات على يديها وقدميها، مؤكدين أنها تمثل مكان وضع المسامير في جسد المسيح خلال عملية صلبه، وأن هذا يرمز لتحرير روحها.
ومع ذلك، أدانت المحكمة الكهنة ووالدا أنيليس، ووجهت لهم تهمة القتل بالإهمال عام 1978، وحُكم عليهم جميعًا بالغرامات والسجن.