أشخاص في الأقفاص كـ"الحيوانات".. تعرف على أول حديقة بشرية في العالم

حديقة حيوان بشرية
حديقة حيوان بشرية

عرفت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية حدائق الحيوان البشرية، وهم أول من ابتكروها بعدما قاموا بجلب عدد من مواطني الدول الأفريقية وكان على رأسهم الكونغو والسنغال، كما تم إحضار مواطني آسيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية للمكوث في أقفاص حتى يتثنى للزائرين رؤيتهم والتصوير معهم أو تقديم الطعام لهم.

حديقة حيوان بشريةحديقة حيوان بشرية

عرفت تلك الحدائق الخاصة بعرض البشر في تلك الآونة باسم 'المعارض العرقية' أو 'مستعمرات الزنوج'، وانتشرت في عدد من الدول الأوروبية بالقرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، حيث وفي تلك الحديقة تم عرض مجموعة من البشر بداخل أقفاص، وذلك عندما كانت دولة الكنغو إحدى المستعمرات البلجيكية، ومنها تم إحضار مئات الأشخاص ما بين أطفال ونساء حتى يتم عرضهم بالحدائق البشرية.

حديقة حيوان بشريةحديقة حيوان بشرية

اعتبرت تلك الحديقة لزائريها مكانا جيدا لمعرفة عادات وثقافات شعوب العالم وخاصة الأفارقة، حيث كان ذلك كابوسا للكونغوليين، وهم مربوطون أو موجودين وراء القضبان ويتعرضون لإساءات الزوار والضرب والآذى، وفي حال وفاتهم يتم دفنهم في العراء بلا قبور.

حديقة حيوان بشريةحديقة حيوان بشرية

عزز من تواجد تلك الحدائق عدم ظهور التلفاز والإنترنت في تلك الآونة إلى انتشار تلك الحديقة في مختلف الدول الأوروبية، وعزز ذلك سعي المواطنين في كافة الدول على التعرف على ثقافات المجتمعات الأخرى، بينما أثارت كتابات وقصص المستكشفين والمغامرين الفضول لدى هؤلاء المواطنين في معرفة عادات وأنماط تلك القبائل البدائية.

حديقة حيوان بشريةحديقة حيوان بشرية

وخلال تلك الفترة ظهرت فكرة جلب عينات من شعوب أخرى للعرض في تلك الحدائق لدى كافة الدول، وصنف مواطني تلك الدول التي تم جلبهم بالشعوب البدائية، حيث اهتم رجال الأعمال والذين سعوا لتحقيق مزيدا من الأرباح المادية من ذلك المصدر بتعزيز تواجد هؤلاء على الأراضي الأوروبية وأمريكا لجني أكبر قدر من الأموال جراء ذلك العرض.

حديقة حيوان بشريةحديقة حيوان بشرية

وفي فرنسا، عرفت حدائق الحيوان البشرية انتشارا سريعا خلال سبعينيات القرن التاسع عشر، حيث أنه وأثناء حصار مدينة باريس في الفترة من 1870 وحتى 1871 من جيوش مملكة 'بروسيا'، قام الأهالي بافتراس الحيوانات التي كانت تعرض في حديقة الحيوان، ما جعل الحديقة خالية الوفاض، وبدل تعويضها بعد ذلك أخرى، فضّل المسؤولين ببلدية باريس على ملء العاصمة بحدائق حيوان بشرية بالقرب من برج إيفل.

وسجل عدد من عروض حدائق الحيوان البشرية بمعظم المعارض الدولية، حيث أنه وخلال أحد المعارض الدولية والذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس عام 1889، عرض ما يقرب من 400 رجل إفريقي، كما حضر تلك الاحتفالية العالمية ما لا يقل عن 18 مليون شخص، كما قدر عدد الزائرين إلى تلك الحدائق ما لا يقل عن 40 ألف زائر يوميا.

حديقة حيوان بشريةحديقة حيوان بشرية

وحظيت الحديقة التي تم إنشاؤها في النرويج لعرض البشر رواجا كبيرا بين مواطني الدولة، حيث أنه وفي عام 1914 تم إنشاء أول حديقة حيوان بشرية في العاصمة 'أوسلو'، وتضمنت الحديقة عرض أكثر من 80 رجلا إفريقيا من السنغال، وحظيت تلك الحديقة باهتمام وإقبال كبيرين، وأكدت عدد من المصادر في تلك الآونة أن نصف شعب النرويج زار حديقة الحيوان البشرية للتعرف على تقاليد وعادات السنغاليين.

جاءت فكرة تلك المعارض أثناء الترويج لفكرة تفوق العرق الأبيض على نظيره الأسود، وهي النظرية الخاصة بالتطور، وبداية من عام 1904 ومع نهاية المعرض الدولي بسانت لويس في ولاية ميسوري الأميركية، تم الترويج لفكرة بناء تصورات للأعراق البشرية ومراحل تطور الإنسان نحو شكله الحالي، وجاء الإنسان الأبيض على رأس تلك القائمة في الأعراق، وتذيلها أسود البشرة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً