أطلق مجموعة من الباحثين والعلماء في أوروبا مشروعا جديدا يعد الأول من نوعه، والذي يهدف لإعادة الزمان إلى الوراء مدة تتراوح ما بين 100 لـ500 عام، بتكلفة مبدئية للمشروع تصل لـ3.3 مليون دولار، وعبر ذلك المشروع سيعتمد الباحثين على تكنولوجيا الذكاء الصناعي لتحقيق هدفهم المنشود.
وقال موقع "ديلي ميل"، أنه تم إطلاق اسم (Odeuropa) على المشروع والذي يستلزم وجود تمويل من قبل الاتحاد الأوروبي عليه، وفيه يسعي العلماء والباحثون لاستعادة "رائحة العالم الزكية" والتي كانت سائدة في الماضي، ثم إتاحتها للجمهور بمتاحف مخصصه لذلك لتجربة طعم الحياة التي كانت سائدة في قارة أوروبا خلال القرون الماضية.
ويطمح المشروع الجديد لإعادة إنتاج "روائح الماضي" وبشكل خاص تلك الفترة من القرن السادس عشر والتي فيها كانت رائحة العالم متميزه على مستوى الكون بأسره، عبر استخدام تقنيات "الذكاء الاصطناعي" من أجل اكتشاف إشارات الروائح بالنصوص القديمة، وإنشاء موسوعة لتلك الروائح، حيث يتيح ذلك للراغبين التجربه وشم والعيش في ذلك الزمن.
حصل المشروع النادر والفريد من نوعه حتى الآن على منحة قدرت بـ3.3 مليون دولار أميركي، من قبل برنامج "EU Horizon 2020" والمخصص لتمويل المشاريع البحثية والعلمية بالاتحاد الأوروبي، وسيقوم القائمون على المشروع بإعادة إنتاج المواد القصصية التي توفر أدلة حول كيفية شم رائحة الأماكن والأشياء والأشخاص، حيث يأمل الفريق الأكاديمي إعادة الروائح للحياة مرة أخرى.
يستخدم المشروع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من أجل إعادة إنشاء الروائح التي استنشقها سكان العالم خلال الفترة ما بين 100 عام و500 عام مضت، ويتضمن أيضا استخدام أعشاب للوقاية من أمراض مثل الطاعون، والروائح الصناعية وروائح التبغ القاسية، حيث يقوم على المشروع عدد من الباحثين الذين ينتمون لمؤسسات أوروبية متعددة منها جامعة لندن، وجامعة "أنجيليا روسكن" والأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم.
من جانبها، كتبت ليزي ماركس، طالبة الدكتوراه بمتحف "ريجكس" في أمستردام بهولندا، عبر حسابها الرسمي على "تويتر": "في يناير 2021 سيستخدم مشروع أوديوروبا الذكاء الاصطناعي من أجل إنشاء أرشيف لرائحة أوروبا كتراث ثقافي".
كما وسيبحث الذكاء الاصطناعي بالنصوص القديمة عن أوصاف الروائح بـ7 لغات، وسيجمعها الخبراء من أجل الاطلاع عليها.
فيما قالت الدكتورة سارة تونيلي، بمؤسسة برونو كيسلر (FDK)، إنه تم تطوير أدوات استنخراج المعلومات تلقائيا من النصوص، وسيتم تحليل دور الروائح الصناعية، وتوقع الفريق البحثي وجود الكثير من الإشارات بتلك النصوص والتي كتبها المستقبليون الإيطاليون، مثل "رائحة زيت المحركات".
وأوضحت "تونيلي" أنه سيتم في أعقاب ذلك تجميع موسوعة من الروائح التي تحتوى على سيرة ذاتية لكل رائحة فردية وكذا مكان الاستخدام والصناعة، حيث سيتم بعد ذلك تقديم معلومات أولية للكيميائيين وعمال العطور لإنشاء نسخة حديثة من الرائحة المنقرضة بشكل حديث: "بعد ذلك سيتم توفير تلك الروائح للمتاحف والمعالم السياحية لتوفير تجارب أكثر واقعية للزوار".