بجوار رسوماته، يجلس الطفل الصغير معاذ أحمد، على سلالم مترو الجامعة يتابع بدقة ملامح وتعابير الوجه ويرسمها فى براعة فائقة، ولا تكاد تمر عشرون دقيقة حتى ينهى الصورة، ثم يتلقى أجره الذى يصرف بها على والدته وإخوته الصغار ثم يؤدي واجباته المنزلية ويحظى بساعات من النوم.
لا يستطيع معاذ أن يحظى بطفولة عادية، يجرى ويمرح مع أصدقائه غير مبال بشيء، بسبب المسئولية الملقاة على عاتقه، التي تنصل منها الجميع بداية من والده حتى إخوته الأكبر سنا، فمنذ نعومة أظافره ذهب مع جدته للجامعة حتى يبيع معها المناديل الورقية لطلاب الجامعة، لكن تشاء الأقدار أن يكتشف الكنز الذى حباه الله به فى سن صغير، فبدأ الرسم بمحض الصدفة بسن الرابعة حين أمسك كرتونة وعمل عليها عدة أشكال، كما أهداه مجموعة من الناس فرشا للتلوين وسكتش وهي أدواته للتعبير عن العالم.
يحكى معاذ عن حياته: انتقلت للعيش بإحدى الشقق فى حى دار السلام مع إخوتي الصغار ووالدتى، بعدما انفصل والدى عن والدتي منذ أعوام عديدة ولم أره إلا مرات قليلة، وبدأت الرسم بعمر صغير وبمرور الأعوام تطورت موهبتى بشكل كبير فقالت لى معلمتى بالمدرسة إن موهبتى تفوق موهبتها بالرسم، وأعطى دروسا لبعض الطلبة الجامعين الذين يرغبون في تعلم الرسم.
فنان
واستدرك الفنان الصغير فقال: على الرغم من صعوبة العمل والدراسة فى آن واحد، إلا إن الرسم وسماع الموسيقى، من أفضل الأشياء بحياته،
وتابع قائلا: أطمح لأن أسافر للخارج فى يوم من الأيام وأصير مثل بيكاسو.