لم تكن تريسي شيلتون مصورة عادية، بل كانت تحمل كاميرتها في صحبة البنادق، حيث طافت العديد من البقاع الساخنة في العالم، ولكن لم تعي أنه سيكون بينها وبين الموت في سوريا خطوات قليلة، وتلك الخطوات لن تسجلها أو توثقها وإنما ستعيشها بنفسها، حيث ستسجل صورة من صورها رحاة نجاتها من الموت.
كان عام 2012 حاسمًا في حياة شيلتون، عندما زارت إحدى أكثر البلدان سخونة في هذا الوقت وهي سوريا حيث ذهبت لتغطية الحرب الأهلية السورية، كان الجيش العربي السوري هو الجيش الرسمي للحكومة السورية وخصمهم الأساسي هو الجيش السوري الحر ، وهو مجموعة من الفصائل المتمردة التي تريد أن يتنحى بشار الأسد عن منصبه كرئيس لسوريا ، والمتمردون المتورطون هنا هم من كتيبة نور الدين زنكي، وكانت شيلتون معهم قبل وصول الدبابة وكانت تلتقط صورهم وهم ينظفون موقعهم
عندما كادت أن تقتل بقذيفة أطلقتها دبابة تابعة للجيش العربي السوري. الجيش العربي السوري هو الجيش الرسمي للحكومة السورية.
صورة كادت أن تقتل صاحبتها
أظهرت الصور التي سجلتها كاميرا شيلتون لمقاتلي فصيل نور الدين زنكي وهم يمزحون ويضحكون، وكان الهدوء الذي يسبق العاصفة، فتبدل المشهد في دقائق معدودة، حيث سرعان ما تلقى المتمردون معلومات عن وجود دبابة تابعة للجيش العربي السوري في منطقتهم، وهرعوا إلى أسلحتهم وحاولوا الاشتباك مع الدبابة، لم تكن شيلتون تدرك أن خطبًا ما قد يصيب حياتها بخط، لأن أصوات القذائف واستعدادات المقاتلين أمر تعودت عليه في ساحات القتال.
صورة كادت أن تقتل صاحبتها
قررت المركبة القتالية السورية فجأة إطلاق النار على الموقع، وكانت لا تزال الكاميرا في يد شيلتون تؤدي دورها، حيث التقطت شيلتون الصورة لحظة سقوط القذيفة على المتمردين، ويظهر في الصورة ثلاثة متمردين في المقدمة ورابع خلفهم، وكانت شيلتون خلف المتمرد الرابع ، ولم يتمكن المتمردون من الاحتماء قبل انفجار القذيفة.
صورة كادت أن تقتل صاحبتها
خلفت الصورة مشهدًا مروعًا، حيث قُتل الثلاثة الذين كانوا أمامهم، ونجا المتمرد الذي يقف خلفهم متأثرًا بجروحه، لم تتأذ شيلتون، رغم أنها كانت مغطاة بالغبار والدخان، ولم تصدق نفسها أنها نجت وأن الموت كان بينها وبينه خطوات معدودة، وتم انتشال جثث المتمردين الثلاثة ونقلهم بعيدًا بينما تم تجنيد مقاتلين جدد ليحلوا محلهم.