يفضل كثير من الناس الأيس كريم سواء كان كبيرا أو صغيرا، لن نستطيع نسيان طعم الجيلاتى أو الأيس كريم الذي أنعشنا على مدى قرون، ولكن لا يعرف الكثير من الناس أن الأيس كريم أو البوظة كانت موجودة من آلاف السنين، إذ كانت معروفة لدى معظم الشعوب التي عاشت في أنحاء العالم القديم، من الصين إلى بلاد ما بين النهرين.
أول كوب للبوظة من 2700 قبل الميلاد
تاريخ البوظة في العالم
كشفت مها قمر الدين، الباحثة اللبنانية في التراث والفلكلور، أنه في مصر القديمة كانت المشروبات تشرب مع وضع الثلج في المشروبات ويتم تقديمها للأغنياء، وقد تم العثور على ما يمكن اعتباره أول كوب للبوظة في العالم في مقبرة بمصر تعود للأسرة المصرية الثانية (2700 قبل الميلاد), حيث وجد كوبان من الفضة أحدهما يستخدم للثلج والآخر يستخدم لوضع الفاكهة المطبوخة، ومنذ 4000 عام كان من الصينيين يتمتعون بنوع من الشراب المجمد، بعد ذلك بقرون عدة، أي في حوالي عام 400 قبل الميلاد.
الشربات والفرس
تاريخ البوظة في العالم
وأكدت قمر الدين أنه عرفت 'الشربات كنوع من الحلوى الشعبية في الإمبراطورية الفارسية، وكانت تصنع من الكرز والسفرجل والرمان ومن ثم تبرد باستخدام الثلج، ويقال أن تسمية حلوي السوريبتو، أي الفاكهة المثلجة التي اشتهرت لاحقا في إيطاليا، تعود إلى كلمة ' شربات' الفارسية.
من افتتان الإسكندر الأكبر إلى مائدة نيرون تاريخ البوظة في العالم
وأضافت قمر الدين أنه تقول الروايات التاريخية إن الإسكندر الأكبر، عندما غزا الإمبراطورية الفارسية في 330 قبل الميلاد، تذوق الثلج المنكه بالعسل ورحيق الأزهار، ولذلك الإغريق ومن بعدهم الرومان ساروا على طريقة تبريد المشروبات، وكان الإمبراطور نيرون يتناول عصائر الفاكهة الممزوجة بالعسل والثلج التي كانت حاضرة دائما على مآدبه.
دور العرب في انتشار البوظة
تاريخ البوظة في العالم
وبينت قمر الدين أن دور العرب في انتشار البوظة عبر التاريخ فقد كان العرب أول من أدخلها إلى أوروبا عن طريق الغزو العربي لصقلية في القرن الثامن، وذلك بعدما غزوا الإمبراطورية الفارسية وأخذوا منها المرطبات الفارسية القديمة المعروفة بالشربات، كما أدخل العرب مع البوظة قصب السكر وابتكروا طريقة جديدة لتحلية الجليد باستخدام قصب السكر مكان العسل، مما أدى إلى مزيج أخف بكثير.