اعلان

انتصار على كورونا.. رحلة فنانة من الإصابة بالفيروس إلى مساعدة أسرتها للتعافي منه

ماهي
ماهي
كتب : سيد محمد

تسلط الأضواء عادة على الفنانين ونجوم المجتمع الذين يصابون بكورونا، ولكن القصة كانت مختلفة مع ماهيتاب أحمد الشهيرة بـ'ماهي تيتي شيري'، وهي فنانة تشكيلية ومغنية لم تسلم من تهكم أبلة فاهيتا في إحدى حلقاتها على إحدى أغنياتها، كانت لها رحلة مقاومة مع فيروس كورونا المستجد.

الإصابة بكورونا

ماهيماهي

كانت مع بداية الأزمة مثلها مثل الكثيرين من الالتزام بالكمامة والمطهر، ولم تخلعها إلا للضرورة خاصة مع تسرب فصل الصيف، وصعوبة بقاء الكمامة طيلة الوقت على وجهها، مضت الأيام الأولى للإصابة دون أن تدري، لم تلحظ إلا بعض الخمول والدوخة التي فسرتها اما بالإرهاق أو بأنها أصيبت بضربة شمس من جراء خروجها في أيام الصيف الحارقة، حيث كانت الطاقة قليلة والتركيز غير طبيعي.

جاءت اللحظة الحاسمة عندما استيقظت ماهي على ارتفاع شديد في درجات الحرارة غير مصحوب بزكام أو أي من أعراض البرد الأخرى، ولكن ظل الاشتباه في البرد حيث اشترت مضاد حيوي، حرارتها أصبحت مرتفعة، ولم يصاحب تلك الحرارة آلام في البول، فذهبت للمستشفى المجاورة والتي رفضت استقبالها وطلبت منها التوجه للحميات.

لم تكن تعلم أنها كورونا لأنها تلتزم بالاجراءات الوقائية، امها تقوم لها بليمون ومضاد حيوي، حلقها فجاة إنغلق ولم تستطيع البلع، وشهيتها أصبحت غير موجودة، واي ماء طعمه حلو في فمها، ولا توجد أي تذوق، عندما كانت تسخن جدا والدها يقدم لها الكمادات والطعام، فنقلت له المرض.

مرحلة العدوى

ماهيماهي

ارتفعت درجة حرارة والدها فجأة وطلب من المستشفى التي نقل لها أن يحجزوه رفضوا لأنه لا يوجد أماكن شاغرة، ولكنهم كتبوا له برتوكول الكورونا، الحقن والأدوية، كل يوم يأخذ الأدوية لا يتحسن يتعب أكثر ويهبط أكثر ولا يتحرك، وكل يوم حالته تزداد سوءًا، الحرارة ظلت 6 أيام دون أن تنخفض، والأكسجين بدأ يقل في جسمه، وبشرته البيضاء بدأت تتحول للون الأزرق، ولكن حدث الانتقال في العلاج عندما تدهورت حالته واتصلوا بالاسعاف.

حياة الأسرة تتحول إلى جحيم

ماهيماهي

تحولت حالة الأسرة إلى دراماتيكية، كان الأكسجين في دمه 84، والطبيعي 99، وكان يجب أن يوضع على إسطوانه أكسجين، لأنه سيحدث له إختناق، كانت اللحظة الأصعب هو إنتقاله للإسعاف حيث شاهد المنظر الشارع بأكمله وعلم أنهم مصابين بكورونا، كانت فضيحة وأخذت الإسعاف الأسرة بأكملها، نقلته إلى إحدى المستشفيات الحكومية، في دور مخصص لحالات الكورونا فقط، وكل المتواجدين في الدور لديهم كورونا، أجريت له أشعة مقطعية على صدره وجدوا أن صدره كله كورونا، وكانت الكورونا متمكنة من جسمه والحرارة لا تنزل، وذهبت لمستشفيتين أخريتين، ولكن كانت لا يوجد بهما أماكن شاغرة، ولم يكن هناك بد مع إرتفاع درجة الحرارة إلا التوجه لستشفى خاص، والتي طلبت قبل استلام الحالة 10 آلاف جنيه لدخوله إلى الممستشفى، لكي ينظروا إلي المريض.

أصبحت ماهي لا تشم شيئًا عرفت أهمية حاسة الشم، كانت تبحث في كل شيئ في المنزل ذو رائحة ولكنها لا تستطيع شمه، والأكل بدون طعم، لم تعد تستطيع ان تميز بين الأكلات المختلفة فلا يوجد مالح أو حلو، وأصبح المحشي والبسبوسة متساويان لا فارق بينهما، غير العلاج الصعب حيث أخذت أدوية أخذت زنك وفيتامين سي ومضاد حيوي مخصص للإلتهاب الرئوي، والذي تركها بعد التعافي ضعيفة لا تستطيع الحركة إلا بالكاد.

مد يد المساعدة لوالدها للتعافي

ماهيماهيماهيأصبح المريض مريضين، فخاضت ماهي تجربة نقل والدها للمستشفى ومساعدته رغم مرضها الشديد، ولم يجعلها هذا تتواني عن خدمة والدها، خاصة عندما عاد للمنزل بجهاز أكسجين وأصبحت تتابع الأدوية التي تعطى له بإنتظام، سواء علاج كورونا أو وأدوية لسيولة الدم لأن الفيروس يسبب جلطات، غير ادوية الضغط والسكر ، واستمر علاجه لشهرين كاملين.

مرت لحظات لا توصف من القلق عندما رأوا البعض من المحجوزين مع والدها يتوفون على أثر المرض، وهذا كان يفزعهم أكثر ويرعبهم، وتحولت إلى ممرضة ماهرة تعلمت كيف تقيس ضغط وتقيس السكر وتعرف مستوى الأكسجين في الدم، وتميز بين المصاب بكورونا من السليم، لجأت طيلة فترة عزلة المرض إلى الكتابة ألفت العديد من القصص، أصبح شريط حياتها يمر أمام عينها.

بعد الإصابة..المجتمع الفيروس الأسوأ

ماهيماهي بدأت هي الأخرى في التعافي، وكان الشم يعود شيئًا فشئيًا، حيث تشم شيئ لثواني ثم يذهب مرة أخرى، كانت تفرح جدًا أنها شمت شيئ، ولم تكن تعلم أن الخروج للحياة أكثر إيلامًا.

أصبحت في الشارع أكثر حرص، رغم أنه من أصيب بكرونا أصبحت لدى جسده مناعة ضده، ولكن كلمات الناس بعد التعافي أصعب من المرض نفسه، الناس عندما يعلمون أنها كانت مصابة بكورونا يتنصلون منها، تجدهم خائفين من التعامل معها، وتكررت التجارب السخيفة فعندما تتصل بصديقة وتقول لها 'سأتي لكي أزورك' ترد عليها 'معلهش أنت لسه خارجه من كورونا'، غير كلمات ونظرات الإتهام في ألسنة وأعين البعض، فهناك أشخاص يتصلون عليها قائلين منذ أن رأيتك وأنا حلقي يؤلمني، رغم أنها في الحقيقة لا تنقل المرض بل عندها مناعة منه، أو من يقول لها إنت كنتي مصابة بكورونا لن أستطيع أن أراكي، فبالنسبة لكثير من الناس أصبحت فوبيا، ورغم ذلك لا تزال تصر على بسمتها وتبث فيديوهات غنائية لها على منصة 'يوتيوب'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
"العربية" عن مصادر مصرية: إعداد قائمة بأسماء العناصر المصرية المدرجة على قوائم الإرهاب في سوريا