يعد أصعب الأشياء المنهي عنها في تعذيب الإنسان هي النار، ولكن كانت النيران وسيلة أكثر السفاحين دموية لطمس معالم جرائمهم، والتخلص من الجثث، ورغم وحدة عمل الحرق إلا أن كل سفاح استخدمها بإسلوبه الخاص فالبعض استغلها لجمع الثروات والأخر للتخلص من بقايا ضحاياه، والبعض كان يرسل ضحاياه للمحرقة بشكل شرعي، ليتحايل على القانون في إخفاء جرائمه، وستكشف السطور القادمة عن أبرز السفاحين الذين استخدموا النار في إحراق ضحاياهم.
طبيب الموت
هارولد شيبمان
إلتهمت النيران أكبر عدد قتلى لسفاح واحد، وهو طبيب الموت هارولد شيبمان الذي قتل ما يزيد عن 250 ضحية أثناء عمله كطبيب، ظل عمل شيبمان خفيًا، حتى لاحظ متعهد دفن الموتى محلي وطبيب آخر العدد الكبير بشكل غير عادي من شهادات حرق الجثث التي قام شيبمان بالتوقيع عليها، كما لاحظوا أوجه تشابه مذهلة في المرضى المتوفين حديثًا أنفسهم ؛ كانت الغالبية من النساء المسنات اللائي تم العثور عليهن جالسات ومرتديات ملابس كاملة ، وليس في الفراش كما هو الحال عادة مع المرضى المصابين بأمراض خطيرة، ورغم عن ذلك لم يجد المحققون ما يدين شيبمان.
لم يكن طبيب الموت يحرق ضحاياه بنفسه، بل ما أظهرته تحقيقات الشرطة في 15 حالة تم فحصها، كان الطبيب يستغل مرضاه من السيدات المسنات ويحقنهم بمستويات عالية مميتة من ديامورفين، ثم يكتب تقرير بأن أمراضهم هي التي تسببت في الوفاة ويجب حرق جثتهم، وهنا يتخلص من الجثة بشكل شرعي حين يحرقها له متعهد دفن الموتى، ثم يقوم شيبمان بتزوير وصاياهم، واستخراج شهادة وفاة لهم.
أكتشفت جرائمه عندما ادعت ابنة ضحيته الأخيرة ، المحامية كاثلين جراندي ، أنه لم يقتل والدتها فحسب ، بل حاول أيضًا إنشاء وصية مزيفة جديدة ، ووصفته بأنه المستفيد الوحيد منها. على عكس ضحاياه السابقين ، لم يتم حرق جثث جراندي ، وكشف تشريح الجثة عن مستويات عالية مميتة من ديامورفين.
هنري هولمز..سفاح المحرقة
هولمز
لم يكن الحريق مجرد طريقة للتخلص من الجثث عند السفاح هنري هولمز، ورغم أنه أول من أطلق عليه لقب 'سفاح' أو قاتل متسلسل في التاريخ الأمريكي، إلا أنه أسسس قواعد وأدوات لحرق ضحاياه، يمكننا أن نرى ذلك بوضوع في فندقه الذي أسماه بـ'قلعة الموت' وخاصة كان الطابق الخفي الذي أعده لقتل وتعذيب ضحاياه ، حيث أنشأ به فرن خاصة أو محرقة ليلقي بها بضحاياه في النار بعد إنتهاؤه من تعذيبهم.
يبدأ الحرق عند هولمز بعد انتهاء التجارب التي يجريها على ضحاياه، فكان أما يقوم بالتخلص من الجثث في الفرن الذي أعده داخل القلعة أو سلخها وبيع الهياكل العظمية التابعة له لكليات الطب.
كانت إحدى الجرائم البشعة التي لعبت بها النيران دور البطل، عندما طلب هولمز من مساعده المسمى بيتيزل أن يتنكر في شخصية مخترع، و يقتل في حادث انفجار في معمل، ليحصل على التأمين على حياته من شركة تأمين، وبدلاً من ان يجد جثة لتحل محل 'بيتيزل'، قام هولمز بحرق جسد مساعده بعد أن أفقده الوعي باستخدام مادة الكلوروفورم.
أقنع هولمز أرملة 'بيتيزل' لتعطيه وصاية ثلاثة من أولادهما الخمسة (أليس، نيللي. و هاورد)، وقتل الإخوة الثلاثة، وكانت أبشعها هي جريمة الأخ الثالث في كوخ بإنديانابوليس، عندما وضعه قربانًا للنيران، حيث عثر المحققين على بقايا عظام الطفل و أسنانه في مدخنة المنزل.
بيل جونيس..ميراث النيران
بيل جونيس
أصبحت بيل جونيس أحد أشهر السفاحات في التاريخ، حيث وهبتها النيران ما لم يهب لغيرها وهي الثروة الطائلة، وبدأت جونيس في تنفيذذ خطتها مع زوجها الأول نجحت فبحلول عام 1900، احترق متجره بشكل غامض، وتوفي زوج جونيس، على الرغم من حدوث الحريق ظل ظروف مشبوهة، تمكنت جونيس من جمع مدفوعات بوليصة تأمين متعددة تسمح لها بشراء مزرعة في La Porte ، إنديانا.
لم تترك النيران جونيس، حيث بسرعة مرة أخرى، وبعد ثمانية أشهر فقط مات زوجها الثاني، ادعت جونيس أنه أصيب بحروق قاتلة من المياه الحارقة وضرب على رأسه بمفرمة لحم ثقيلة، وأثناء إجراء تحقيق، لم يتم تقديم أي دليل على وجود خطأ، مما أدى إلى دفع تعويضات تأمين ضخمة أخرى.
لم يكتشف حتى الآن عدد الأشخاص الذين قتلتهم بيل جونيس، لكن يبدو أنها قابلت هي نفسها نهاية مروعة، ففي فبراير 1908 ، دمر حريق المزرعة.
لاندرو..حارق الأرامل
السفاح لاندرو
تخصص السفاح الفرنسي هنري لاندرو في حرق الأرامل، حيث اتاحت له ظروف الحرب العالمية الأولى ومقتل العديد من الرجال على ساحات المعاركفي تسهيل مهمته.
اصطاد لاندرو ضحاياه عبر إعلانات في أقسام القلوب الوحيدة بصحف باريس، يرغب بلقاء أرملة بهدف الزواج، وبتلك الحيلة أغوى 'لاندرو' النساء اللائي جئن إلى فيلته في باريس ، وبعد أن يتمكن منهن يقتلهن ويحرق جثثهن المقطعة الأوصال في فرنه، إلى أن سقط فى قبضة الأمن وحوكم بـ11 تهمة قتل، وحكم عليه بالإعدام، وأعدم بالمقصلة بعد ثلاثة أشهر في مدينة فرساى.