أعلنت دار الإفتاء المصرية عبر حسابها الرسمي على موقع التغريدات القصير 'تويتر'، موعد بداية ليلة الإسراء والمعراج، والتي تعتبر إحدى أهم المعجزات التي حدثت لسيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم، وفيها أسرى الله بنبيه من مكة المكرمة لبيت المقدس بروحه وجسده، وسخر له دابة تسمى البراق حتى أسرى بها وبصحبة جبريل عليه السلام، وصلى هناك إماما بالأنبياء، ومن ثم عُرج للسماء، وصعد فيها حتى وصل للسماء السابعة إلى سدرة المنتهى، تلاها البيت المعمور.
وأكدت الدار، أن الليلة ستبدأ من غروب شمس، اليوم الأربعاء، الموافق 26 رجب 1442هـ، وتستمر حتى فجر الخميس 27 رجب 1442هـ، الموافق 11 مارس الجاري.
وجاءت رحلة الإسراء والمعراج تكريما وتشريفا ومؤانسة لسيدنا محمد بعدما فقد النبي زوجته خديجة وعمه أبو طالب، واللذين كثيرا ما أنساه وأزراه في دعوته للدين الإسلامي، حتى شعر بأن الأرض قد ضاقت به لما لاقاه من تكذيب من قبل المشركين، وكانت وفاة عمه وزوجته في عام واحد أصبغ على العام لقب 'عام الحزن'.
كرم الله النبي برحلة الإسراء والمعراج، والتي ورد ذكرها في القرآن في سورة الإسراء وقال فيها الله 'سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ'.
ولتلك الليلة فضائل عدة ينتظرها المسلمين في كل بقاع الأرض؛ ففيها ثبتت نبوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم وصدقها، كما كانت تقديسا لمكانة المسجد الأقصى وأثبتت أيضا كون النبي هو خاتم الأنبياء والمرسلين بعدما صلي بكل الأنبياء الذين سبقوه إماما في المسجد الأقصى.
لم تكن لتلك الليلة ميزة للنبي فقط، ولكنها أثبتت أيضا صلابة سيدنا أبوبكر وثقته وتصديقه في صديقه ونبيه عندما صدق النبي حينما كذب بقصته أهل مكة، ومنذ ذلك اليوم وأطلق عليه لقب 'الصديق'.
يبدأ الاحتفال بتلك الذكرى العطرة بداية غروب شمس اليوم، في السادسة مساء، وتستمر حتى فجر يوم الخميس، وفيها يقبل الله الأدعية ويستجاب لها، حيث أنه وقبل الإسراء مباشرة عانى النبي اضطهاد قومه حتى ذهب لجبل الطائف وقال ذلك الدعاء: 'اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتِ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ'.
وبعدما لاقى من أهل الطائف ما لاقاه نزل إليه سيدنا جبريل وملك الجبال وقالا له: 'يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا'.
كما يشمل دعاء ليلة الإسراء والمعراج 'اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي'.
ويفضل أيضا دعاء 'يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد لك الحمد ولك الشكر على جميع النعم، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. اللهم يا حي يا قيوم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد'، وهو ما استخلصه العلماء كونهما أهم الأدعية المفضل دعائهم في تلك الليلة، أو عند الشعور بالظلم أو الاستضعاف.