تعتبر من أعجب الظواهر التي تميز بها موكب المومياوات الملكية، هي تجميعه لعدد من المتناقضات في آن واحد، حيث جمع الموكب بين كل من تحتمس الثالث وعمته حتشبسوت، وهم من أكثر الأعداء لبعضهما البعض.
وكشفت مي إبراهيم ذكي، أستاذ مساعد التاريخ والحضارة المصرية القديمة كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، أنه في فترة حكم الملك تحتمس الثالث الحقيقية والطويلة التي بدأت عندما خرج الملك من مكانه الذي ظل فيه طوال فترة حكم حتشبسوت كان لم يكن لها وجود فليس لها مومياء، أو أثاث جنائزي رغم أن مقبرتها موجودة ومحفورة في وادي الملوك أسوة بمن سبقوها من ملوك الأسرة الثامنة عشر، وتشوهت مناظرها في معبدها تماما وأصابها العبث والإفساد كما تمت إحاطة مسلتها في الكرنك بحائط كبير لإخفاء اسمها وحرمانها من حماية وبركة إله الشمس رع.
وأكدت زكي في كتابها 'تاريخ مصر الفرعونية ومناطقها الأثرية'، أنه لم تكن هذه الأفعال إلا النتاج الطبيعي لما قامت به حتشبسوت مع تحتمس الثالث حين أبعدته عن الحكم وحرمته من أن يكون الملك الطفل المتحكم في المملكة المصرية، فقد عمد إلى هذه الأفعال كنوع من أنواع الانتقام الذي أراد تنفيذه نكاية في شخص عمته، ولكن ما قام به الملك الشاب تجاه عمته وحماته وزوجة والده لم يكن هو أقصى ما يأمله ويهدف إليه في الحياة فقد كانت له توجهات أخرى ربما يكون انتقامه هو أقلها.
وأضافت أستاذ مساعد التاريخ والحضارة المصرية القديمة كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، أنه شغل بال الملك العديد من الأمور والمهام الصعبة خلال فترة اقصائه وربما كان الملك في هذه الفترة محاطا بمجموعة هامة من الشخصيات التي كان لها كبير الأثر في تنشئته بالشكل الذي ظهر به فيما بعد.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
