أعطى موكب المومياوات الملكية صورة ناقصة عن فكرة مواكب الملوك في مصر القديمة، ولكن الحقيقة أن المواكب الملكية لم تقتصر على المواكب البرية فقط بل كانت تشمل مواكب بحرية ضخمة في نهر النيل أيضًا، حيث رسخت صورة ناقصة في أذهان الكثير بسبب موكب المومياوات الملكية عن فكرة مواكب الملوك في مصر القديمة بأنها يرية، ولكن الحقيقة أن المواكب الملكية لم تقتصر على المواكب البرية فقط بل كانت تشمل مواكب بحرية ضخمة في نهر النيل أيضًا.
كشف بيير مونتيه عالم المصريات الفرنسي، أنه كان الموكب يسير ببطء حتي يصل الي شاطئ النيل، حيث كان في انتظاره أسطول صغير من القوارب، ولما القارب الرئيس فكانت مقدمته ومؤخرته مقوستين في رشاقة إلي الداخل، وتنتهيان في شكل مجموعات من نبات البردي، وبه غرفة كبيرة مبطنة من الداخل بأقمشة مطرزة وسيور من الجلد، وفي هذه الغرفة كان يوضع النعش، ومعه تماثيل ايزيس ونفتيس، ويقوم كاهن بحرق البخور وهو يغطي كتفيه بجلد فهد، بينما تواصل النائحات اللطم على رؤوسهن.
وأكد مونتيه في كتابه 'الحياة اليومية في مصر القدينة'، أنه يقتصر عدد نوتية هذا القارب على بحار واحد، يتحسس عمق الماء بمدري طويل، إذ أن القارب الذي يحمل التابوت كان يجره مركب أخري ذات عدد كبير من النوتية بقيادة قبطان يقف في مقدمة الموكب يعاونه نوتي يتحكم في الدفة في مؤخرة المركب وهذه المركب القاطرة تحتوي على حجرة واسعة تجتمع النائحات فوق سطحها متجهات نحو النعش وقد كشفن عن صدورهن ويواصلن الصراخ وياتين بحركات تنم عن الحزن الشديد.
وأضاف عالم المصريات الفرنسي، أن هناك بعض ما يقلنه في ندبهن، لتذهب سريعاً نحو الغرب، إلي أرض الحقيقة، أن نساء القارب يبكين كثيرا وكثيرا جدا، ويقولون مع السلامة، مع السلامة ايها الممدوح يا جميل الصفات، اذهب بالسلامة نحو الغرب، اذهب بالسلامة ايها الممدوح، واذا شاء الإله فستراكم أنتم الذين تسيرون نحو هذه الأرض التي بتساوي فيها الناس، متي حان الموعد الذي يحل فيه يوم الأبدية.
وبين مونتيه، أنه كانت تستعمل أربع سفن أخرى لنقل أولئك الذين كانوا يرغبون في مصاحبة المتوفي حتي مثواه الأخير، وتوضع فيها أيضاً كافة الأثاث الجنائزي، ومن لم يكن يرغب في الذهاب بعيدا فكانوا يبكون على الشاطئ، يوجهون إلي صديقهم ، تمنياتهم الأخيرة إلي الغرب ارض الابرار أن المكان الذي كنت تحبه يتفجع اسي وحسرة عليك.
وترفع المرأة الثكلى صوتها الناحب، يا اخي يا زوجي يا حبيبي، ابق، استقر في مكانك ولا تبتعد عن المكان الذي تسكنه، واحسرتاه انك تذهب لتعبر النيل، ايها النوتية لا تتعحلوا اتركوه انكم ستعودون إلي بيوتكم بينما هو ذاهب إلي أقطار الأندية، بحسب مونتيه.