البصمة الكربونية تكشف دور الهامبرجر في تدهور أزمة التغيرات المناخية

التغير المناخي
التغير المناخي

كشف خبراء في مجال البيئة عن عدد من الأسباب، وراء تفاقم أزمة التغيرات المناخية، التي يمكن تلخيصها في مصطلح البصمة الكربونية.

ويشرح الخبراء معنى البصمة الكربونية، بأنها ما ينتجه كل نشاط بشري، فردي أو جماعي، من ثاني أكسيد الكربون في الجو.

وإذا كان من المفهوم عقلا، أن حرائق الغابات، في أستراليا، والأمازون، وأعاصير القارة الأمريكية، وثقب الأوزون، وانبعاثات المصانع، والجور على المساحات الخضراء، من أسباب تدهور المناخ، فهل يمكن تصديق أن تناول الهامبرجر يدخل ضمن هذه الأسباب أيضا.

دور الهامبرجر في تفاقم أزمة المناخ

الخبراء يؤكدون صحة هذه المعلومات، إذ إن تناول شريحة واحدة من الهامبرجر، يؤدي إلى إطلاق ثلاثة كيلوجرامات من غازات الاحتباس الحراري، في الجو، وذلك بحسب ما أورد موقع 'Climate Wise'، المتخصص في شؤون البيئة.

الموقع المتخصص نقل عن الخبراء، ما يوضح تفاصيل دور الهامبرجر في أزمة المناخ، إذ إن المسألة مرتبطة بدورة ضخمة من الصناعة، حتى يصل الهامبرجر إلى معدة الإنسان، وهو ما يطلق معدلات عالية من الانبعاثات، فضلا عما تخلفه عملية التخلص من الفضلات، والبقايا، من تلوث بيئي آخر.

الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن الأمر لا يقف عند الهامبرجر وحده، وإنما ينطبق على جميع أنواع الأطعمة من النوع ذاته، لكن الهامبرجر يتصدر، لأنه الأكثر استهلاكا في العالم، ويكفي أن نعلم أن الشعب الأمريكي يستهلك بمفرده، نحو 55 مليار قطعة هابمرجر أسبوعيا.

فكرة سطحية

في المقابل يرى خبراء آخرون أن تقزيم أزمة التغير المناخي، إلى هذا الحد، يمثل طرحا سطحيا لتلك الأزمة الخطيرة، التي تهدد الجنس البشري.

ويقول خبراء في شؤون المناخ وحماية البيئة إنهم 'يرفضون بشكل متزايد التركيز على تحميل الأفراد والعامة مسؤولية، خفض البصمة الكربونية'.

ويعود تاريخ مصطلح البصمة الكربونية، إلى تسعينيات القرن الماضي، حين صاغه باحثان كنديان، للدلالة على مقدار ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الغلاف الجوي سواء الناجم عن أنشطة الأفراد أو المنظمات أو الدول.

واجتهدت شركات نفط وغاز كبرى، في الترويج للمصطلح، مثل: 'بي بي'، التي دشنت حملة تسويقية سنوية بمئة مليون دولار لذلك الغرض، عبر إعلان ظهر في الصحف والمطارات، يقول: 'ما هو مقدار بصمتك الكربونية؟

ما الحقيقة؟

ويرى خبراء، أن 'الهدف من وراء هذه الحملات الإعلانية تحميل العامة والأفراد مسؤولية الضرر الناجم عن البصمة الكربونية، وما تصدره من انبعاثات ضارة بالبيئة، فيما كانت الشركة وغيرها من شركات النفط، تمضي قدمًا في استخراج ملايين البراميل من النفط يوميًا'.

ويقول جيفري سوبران، وهو باحث في جامعة هارفارد، يعكف على دراسة كيفية قيام شركات النفط بتضليل العامة بشأن تغير المناخ: 'مقارنة البصمة الكربونية الخاصة بالأفراد بالبصمة الكربونية الخاصة بالشركات ليست سوى محاولة لتحريف المفهوم الحقيقي للتحديات المناخية'.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية، إلى أن خفض 40٪ من انبعاثات الكربون من الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050، 'سيكون نتاج سياسات لا تتعلق بالمرة بالأشخاص أو الأفراد، مثل: توليد المزيد من الكهرباء من الطاقة المتجددة، أو استخدام تقنيات خضراء في التصنيع'.

وأوضحت أن خفض انبعاثات الكربون بمعدل 4٪ فقط يُتوقع أن يأتي من تدابير فردية مثل تقليل السفر بالطيران أو تقليل استخدام السيارات. وشددت الوكالة على أن النسبة المتبقية بمقدار نحو 55% 'ستأتي جراء مزيج من إجراءات حكومية، وإجراءات فردية لحماية البيئة، مثل: تقديم إعانات حكومية تمكن الأفراد من شراء سيارات كهربائية، أو تركيب مضخات حرارية لتقليل الانبعاثات الناتجة عن التدفئة أو التبريد بالمنازل'.

WhatsApp
Telegram