تزوج الصحابي الجليل سعيد بن زيد من فاطمة بنت الخطاب، شقيقة الصحابي عمر بن الخطاب، وتزوج عمر أيضا عتاكة شقيقة سعيد، ولم يسجد أبوه زيد بن عمرو لغير الله في الجاهلية، فكان من الأحناف، كما أن سعيد واحدا من العشرة المبشرين بالجنة، وقد أسلم قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم بن أبي الأرقم، فكان من السابقين الأولين في الإسلام، وشارك في جميع الغزوات مع رسول الله، حيث إنه كان يبلي بلاء حسنا في جميع المعارك التي خاضها.
وكان سعيد بن زيد سببا في إسلام عمر بن الخطاب، وكان ذلك عندما خرج الأخير في ليلة يحمل سيفه ليقتل النبي، عندها أخبره أحد من الكفار بدخول أخته زوجها الإسلام، حتى قرر الذهاب إليهما لينال منهما، وعندما ذهب وجد عندهما خباب بن الأرث يتلو بضع آيات من سورة طه، وعندما سألهما عن إسلامهما، قام سعيد بن زيد بالدافع عن الحق الذي جاء به الدين الإسلامي، حتى ضربه عمر بن خطاب ضربا شديدا، ولما حاولت فاطمة الدفاع عن زوجها، ضربها عمر أيضا حتى سال الدم على وجهها، لكنها أصرت على إسلامها وتلت الشهادتين، وهو الأمر الذي جعل عمر ييأس منهما، حتى طلب من شقيقته الصحيفة التي كانوا يتلون منها القرآن، فطلبت منها فاطة أن يتوضأ أولا قبل لمسها، فاستجاب لأمرها، ثم بدأ في القراءة فيها، عندها أنار الله قلبه للدين الإسلامي وقال الشهادتين، فدخل السرور على قلبي سعيد وزوجته.
ولأن سعيد بن زيد كان من أشراف قريش، فلم يكن يناله من العذاب الشديد ما ينال غيره من المسلمين الضعفاء على يد الكفار، وهو الأمر الذي جعله لا يضطر إلى الهجرة إلى الحبشة، أما زوجته فاطمة فكانت أوائل المهاجرين إلى المدينة المنورة.
وقد شهد سعيد بن زيد معركة اليرموك وقام بفتح دمشق ثم اختراه أبو عبيدة واليا عليها، وكان أول شخص يحكم بالنيابة في الأمة، لكنه لم يقبل بهذا وأرسل إلى أبو عبيدة رسالة يطالبه فيها أن يجد واليا آخر يرغب في هذه المسلؤلية، حتى يتفرغ إلى إكمال مسيرته في الجهاد في سبيل الله.
وتوفي سعيد بن زيد في العقيق سنة 51 من الهجرة، وتم حمله إلى المدينة وهناك غسله سعد بن أبي وقاص وقام بتكفينه.