كان الصحابي الجليل خباب بن الأرت عبدا اشترته أم أنمار من سوق النخاسة في مكة، وهي التي دفعت به لتعلم مهنة الحدادة التي برع فيها لدرجة كبيرة، حيث كان من أشهر بائعي السيوف في مكة في ذلك الوقت، واستطاع أن يكون ثروة طائلة من هذا العمل، حتى أنه كان يتبرع بجميع أمواله لفقراء المسلمين، وفي غزوة بدر أسند إليه الرسول مهمة تقسيم الغنائم.
وكان الصحابي خباب بن الأرت من أوائل المسلمين في عهد رسول الله، وقد برع في صناعة السيوف بشكل كبير، حتى أن الجميع كان يأتون له من كل مكان لشراء السيوف منه، كما كان من صفاته الصدق والأمانة، وقد دخل الإسلام قبل دخول النبي دار الأرقم بن أبي الأرق، ولم ينكر إسلامه، بل على العكس عرف الجميع به دون أي خوف، حتى أنه شهد الكثير من العذاب على يد الكفار بسبب إعلان إسلامه بهذا الشكل، لكنه لم يتخل عن نصرة إسلامه وظل يقاوم بكل ما أوتي من القوة، حتى أنه في ذات مرة عرض عليه الكثير من العروض المغرية لترك الإسلام، لكنه رفض وبشدة.
وتوفي الصحابي الجليل خباب بن الأرت وهو في عمر الـ 73 عاما، وكان ذلك سنة 37 من الهجرة بالكوفة، وصلى عليه الصحابي على بن أبي طالب، وكان وصيته قبل وفاته أن يتم دفنه في وقت الظهيرة، حيث إن كان أول شخص يدفن في هذا الوقت، وبعدها أصبح يتم دفن الموتى في وقت الظهيرة.