صبر الصحابي الجليل بلال بن رباح، على العذاب بكل قوة وعزم وإيمان، وكانت 'أحد.. أحد' جملته الشهرية خلال التعذيب الشديد الذي تعرض له بعد دخوله الدين الإسلامي، ولشدة إيمانه اختاره رسول الله ليكون مؤذنه الأول.
كان الصحابي بلال بن رباح، نحيف الجسد وشديد السمرة، وكان يمتلك صوت عذب، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، وكان عبدا لبني جمح من قريش، وتعرض للتعذيب على يد سيده أمية بن خلف بعد دخوله الإسلام، حتى قرر الصحابي الجليل أبو بكر شراءه وعتقه، ويقال أنه اشتراه وقتها بـ 40 أوقية من الفضة.
هاجر الصحابي بلال، إلى يثرب وهناك نزل على سعد بن خيثمة، وآخى رسول الله (ص)، بينه وبين عبيدة بن الحارث.
وشهد بلال مع النبي (ص)، غزوة بدر، ويومها قتل أمية بن خلف الذي كان يعذبه، وشارك أيضا معه في باقي الغزوات الأخرى وقد أبلى بلاء حسن.
وأمر النبي (ص)، بلال، يوم فتح مكة أن يعتلي الكعبة ويؤذن فوقها، ففعل بلال ما أمره الرسول به.
وبعد وفاة رسول الله رفض بلال أن يؤذن لأحد بعد النبي، إلا في مرة واحدة طالبوا منه الصحابة أن يؤذن.
وكثرت الأقاويل حول وقت ومكان وفاة بلال، فقيل أنه توفي سنة 20 من الهجرة في دمشق، وكان عمره بضع وستين سنة، وقال البعض الأخر أنه مات في أثناء طاعون عمواس سنة 17 أو 18 من الهجرة، فيما أشار عدد من الأشخاص أنه مات في حلب وعمره سبعين عامًا.