يحتضن ملجأ فريد من نوعه يقع في مدينة طنجة شمالي المغرب، عدد من الحيوانات الضالة التي لم تجد لها مكانا في الشارع، وكذلك الأشخاص الذين يشرفون عليه كانوا في السابق مشردين وبدون مأوى، وتديره سيدة أربعينية تدعى سليمة قضاوي، وهبت حياتها لمساعدة جميع الحيوانات، حيث تقضي معظم أوقاتها في هذا المكان، تقوم بالاعتناء بالقطط وتطعم الكلاب، وتضمد جراح باقي الحيوانات المصابة، في أروع مثال للإنسانية.
وتحظى 'سليمة'، بشهرة واسعة في المغرب خاصة بعد تأسيس هذه الجمعية القائمة على إيواء الحيوانات المشردة، حيث إن إنشاء هذه الجمعية كان حلم ظل يراودها طيلة حياتها، وبات حقيقة على أرض الواقع في عام 2013.
ونشأت السيدة سليمة في أسرة ميسورة الحال من أب مغربي وأم إنجليزية، وقد لاحظ الجميع منذ طفولتها أنها تجيد الاستماع لأنين الحيوانات وتفهم أيضا مكنوناتها.
وعندما انتقلت سلمية إلى بريطانية زاد إدراكها لأهمية الوعي برعاية الحيوانات في الشوارع، فبادر إلى ذهنها فكرة إنشاء جميعة في بلدها المغرب، وسرعان ما بدأت في التواصل مع السلطات في طنجة لتنفيذ هذا الحلم على أرض الواقع، وأشارت في تصريحات صحفية إلى أن عدد من المنظمات والجمعيات الإنجليزية التي تعتني بالحيونات دعمتها في البداية، حتى تمكنت من تدبير شؤون جمعيتها.
وقد حققت نجاحا كبيرا رغم أن رعاية الحيونات بعيدا تماما عن مجال دراستها، وهي الاقتصاد والترجمة.
ونوهت بأن المأوى يضم حاليا ست مئة حيوان، من بينهم 100 قطة و450 كلبا و40 حمارا، وعدد من الحيوانات الأخرى مثل الماعز والخراف والخنازير، وجميع هذه الحيوانات يشرف عليها طاقم متخصص في الطب البيطري وخبراء رعاية الحيوان.
والمثير للإعجاب في هذا الموضع أن السيدة سليمة حرصت على توظيف الأشخاص الذين يعشقون الحيوانات والذي كان من بينهم عدد من الأفراد الذين كانوا بلا مأوى في الوقت السابق.
وبالرغم من أنها أنفقت مئات الآلاف من الدولارات من حسابها الشخصي على هذه الجمعية، إلا أنها ترى أنه عمل إنساني مهم وليس أمر ثانوي كما يقول البعض.
ونجت صاحبة الجميعة في إقناع السلطات المدنية في التفكير في حلول أكثر إنسانية للتعامل مع الكلاب الضالة في الشوارع.
وأكدت سليمة أنها ستواصل جهودها حتى تجعل من طنجة مدينة نموذجية بدون أي حيوانات ضالة أو مشردة