بدأ عدد من الأثريين وكبار المثقفين في مصر، في إعداد عريضة يمكن تقديمها في شهر أكتوبر القادم للمتحف البريطاني، والتي ترمي إلى استعادة حجر رشيد مرة أخرى إلى مضر، والذي تم العثور عليه أثناء الحملة الفرنسية على الأراضي المصرية، حتى وصل إلى المتحف البريطاني، بينما تبدو المحاولات لاستعادة تمثال رأس نفرتيتي من ألمانيا أكثر صعوبة.
وتعود جهود المصريين لاستعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني إلى العقد الماضي، والتي باءت جميعها بالفشل، ولكن هذه المرة يعلق الكثير أملاًا كبيرة في هذه المبادرة الأخيرة.
ويعتمد العالم زاهي حواس هذه المرة في محاولاته على ما أطلق عليه مؤخرًا 'صحوة'، في ضمير الزعماء في أوروبا، من أجل استعادة حجر رشيد مرة أخرى.
وقال زاهي حواس في تصريحات صحفية، إن المبادرة الحالية القائم عليها، تشمل استعادة كل من حجر رشيد من بريطانيا، والزودياك الدائري من متحف اللوفر في فرنسا، ورأس نفرتيتي من ألمانيا.
وأشار في حديثه إلى أنه عندما كان وزيرًا للآثار، قام بإرسال مخاطبة بلهجة رسمية إلى متحف برلين لاستعادة رأس نفرتيتي، لكن محاولته لم تجدي نفعًا، ولكن هذه المرة يفضل أن تكون المعركة 'أهلية'.
وأضاف أن خطته الحالية تعتمد على إعداد ثلاث نسخ من عريضته، التي سوف يتم إرسالها إلى متحف اللوفر في باريس، والمتحف البريطاني، ومتحف برلين، وهذه الوثيقة سيكون من المقرر أن تكون تحت توقيع عدد من كبار المثقفين في مصر.
ونوه حواس بأن هذه المحاولة إذا باءت بالفشل، فلن تكون المحاولة الأخيرة التي يقوم بها لاستعادة الآثار المصرية.
وفي عام 2017 ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة أمام طلاب جامعة في بوركينا فاسو، وأعرب من خلالها عن أن الآثار الإفريقية مكانها إفريقيا وليس أوروبا.
وقالت الدكتورة هيام حافظ، الأستاذ المساعد بكلية الآثار في جامعة القاهرة، في تصريحات صحفية، إن القناعة الأوربية بشأن ملكية الآثار المهربة لم تتغير كثيرًا، وينطوي الجانب المحلي هناك على اهتمام كبير بالحياة المصرية.
وأكدت أن المطالبة بالحصول على آثارنا حق لا بد منه، والسعي المستمر هو الضمان الوحيد للحصول عليه.
وأشارت إلى أهمية الدعم الحكومي لهذه المبادرات التي يتبناها كبار المثقفين والآثاريين للحصول على آثارنا من الخارج.
ويقول الكاتب أشرف العشماوي، في كتابه 'سرقات مشروعة، والذي كان حول تاريخ سرقة وتهريب الآثار المصرية، إن سرقة الآثار المصرية سوف تظل عملًا غير مشروع دائما.
وأشار عشماوي في كتابه إلى أن خروج حجر رشيد من الأراضي المصرية لم يتم بموافقة حكومية وقتها.
وقاد الباحث في علم المصريات، الدكتور باسم الشماع، عددًا من الحملات في محاولة لاستعادة الآثار المصرية الموجودة في الخارج، لكن لم يفلح أي منها.
وقال الشماع في تصريحات صحفية، إن واحدة من هذه الحمالات تعود إلى 20 عاما تقريبًا، والتي كانت تحت اسم 'حملة 20 مليون توقيع'، واستهدفت وقتها توقيع المواطنين العاديين.
وطلب الشماع أيضًا من وزارة السياحة والآثار المسارعة في إرسال مخاطبة بأسلوب رسمي إلى المتحف البريطاني، بشأن استعادة حجر رشيد.