في تلك الأيام، نحتفي بالذكرى السبعين لإصدار مجلس قيادة الثورة في مصر قرارًا بإلغاء جميع الألقاب المدنية والاكتفاء بلقب «حضرة المحترم فلان».
الذكرى الـ 70 لإلغاء الألقاب في مصر
وكانت هذه الألقاب تُمنح بدءًا من عهد الحكم العثماني الممتد على مدى ثلاثة قرون، وفي بداية القرن التاسع عشر عندما أصبح محمد علي هو الحاكم في مصر، شوهد فساد كبير في توزيع هذه الألقاب، حيث وصل بعضها إلى أشخاص لا يستحقونها.
في الماضي، كانت هناك مجموعة متنوعة من الألقاب، مثل 'أفندي'، الذي يُمنح لمن حصل على شهادة الثانوية أو أكمل التعليم الجامعي، كما كان هناك 'بك'، وهو لقب يُعطى للمسؤولين الحكوميين الكبار، و'باشا'، الذي يُستخدم للأفراد البارزين في المجتمع والسياسة، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك ألقاب محددة للقادة السياسيين، مثل 'صاحب الدولة' و'صاحب المعالي'، أما بالنسبة للنساء، فكان يُمنحن اللقب 'صاحبة العصر'.
إسماعيل أول من استحوذ على لقب الخديوي
وكان إسماعيل أول من استحوذ على لقب الخديوي، حيث دفع للسلطان العثماني آلاف الجنيهات الذهبية للحصول على هذا اللقب، وفي عهد الملك فؤاد الأول، الذي كان ملكًا على مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، جرى إجراء تعديل في القانون يقضي بمنح أصحاب هذه الألقاب رواتب شهرية ومزايا كثيرة من قبل الدولة.
وفي عهد الملك فاروق، الذي كان آخر ملك للدولة المصرية وآخر من حكم مصر من عائلة العلوية، والذي استمر في حكمه لستة عشر عامًا، كانت هذه الألقاب تُشترى باستخدام الأموال والهدايا ودفع الرشاوى.
تطبيقً مبدأ المساواة فيما بين المواطنين
أصدر مجلس قيادة الثورة في 4 سبتمبر 1952 قرارًا بإلغاء الألقاب المدنية، وكذلك إلغاء التسميات الخاصة بضباط الجيش والشرطة، والتي كانت تشمل: يوزباشي، صاغ، قائم قام، بكباشي، أميرالا، وتم استبدالها بـ: ملازم أول، نقيب، رائد، مقدم، عقيد، عميد. كان هذا القرار تطبيقًا لمبدأ المساواة فيما بين المواطنين ومحاربة التمييز الطبقي في المجتمع المصري.