يحل اليوم الأربعاء الموافق الـ 14 من شهر أغسطس لعام 2024، الذكرى الـ 150 لميلاد الزعيم مصطفى كامل، الشاب الفريد في تاريخ الحركات الوطنية، والذي لُقب بالمناضل رغم حياته القصيرة التي دامت 34 عامًا، والتي بدأت في مثل هذا اليوم عام 1874، وانتهت في الـ 10 من فبراير عام 1908، حيث كان النضال مفتاح شخصيته وبلغ من النجاح ما لم يبلغه أحد من أصحاب الدعوات الوطنية أو الفكرية في القديم والحديث في الشرق والغرب.
وخلال السطور التالية يوضح 'أهل مصر'، في ذكرى ميلاده، محطات في حياة الزعيم مصطفى كامل.
محطات في حياة الزعيم مصطفى كامل
ولد الزعيم مصطفى كامل، في الرابع من رمضان عام 1264هجريًا، الموافق الـ 14 من شهر أغسطس 1874ميلاديًا، وكان أبوه علي محمد، من ضباط الجيش المصري.
بدأ الزعيم مصطفى كامل تعليمه الابتدائي في 3 مدارس لينهي عام 1887، ثم انتقل إلى المدرسة الخديوية ليستكمل تعليمه الثانوى، ويؤسس فيها جماعة أدبية وطنية يستطيع من خلالها أن يخطب في زملائه لإثارة الحس الوطني.
أتقن اللغة الفرنسية عام 1891، ورغم أن عمره لم يتجاوز السادسة عشر التحق بمدرسة الحقوق، وبعد ذلك التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، ثم سافر عام 1893 إلى فرنسا وحصل على شهادة الحقوق من كلية «تولوز»، وبعد عودته، سعى إلى إنشاء الجامعة الأهلية في مصر، لتمكين الفقراء جنبًا إلى جنب مع الأغنياء، من التعلم مجانًا.
بدأت رحلته السياسية مبكرًا، إذ ساهم فى إنشاء العديد من الرموز الحضارية التي ما زال بعض من آثارها باقية حتى اليوم بداية من كتاب «المسألة الشرقية» الذى ألفه فى عام 1898، والذى يعد أول كتاب سياسى له، ثم جريدة اللواء التي أصدرها في 1900، وهو الأمر الذي أثار اهتمام الخديوي عباس حلمي الثانى وجعله يستعين به فى معارضته ضد الاحتلال الإنجليزى لمصر، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث أنشأ مصطفى كامل جمعية سرية عرفت بـ«جمعية الحزب الوطني» مع أحمد لطفى السيد وعدد من الوطنيين بمنزل محمد فريد تحت رئاسة الخديوى عباس حلمى، لتظهر إلى العلن بعد حادثة دنشواى الشهيرة خلال الخطبة التي ألقاها مصطفى كامل عام 1906 بالإسكندرية، والتى سميت «خطبة الوداع»، إذ أعلن عن تأسيس الحزب الوطنى بهدف المطالبة باستقلال مصر كما أقرته معاهدة لندن «1256ه -1840م»، وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطنى، غير أن الجلاء والدستور كانا أهم مطلبين للحزب.
الزعيم مصطفى كامل
أرسل الزعيم الراحل رسالة إلى الشيخ على يوسف صاحب جريدة المؤيد، يدعوه فيها إلى فتح باب التبرع إلى مشروع جامعة أهلية، ليقوم الشيخ على يوسف بنشرها في الجريدة فى عدد 30 سبتمبر 1906، لتحصل على تأييد كبير من جانب أعيان الدولة، والذين تبرعوا وأيدوا المشروع، وعلى رأسهم حسن بك جمجوم، الذي تبرع بألف جنيه، وزعيم الأمة سعد زغلول وقاسم أمين، واللذين تبرع كل منهما بمائة جنيه.
وأنشأت لجنة لتهتم بالموضوع وأتمت لجنة الاكتتاب عملها ونجحت فى إنشاء الجامعة المصرية التى رأسها الملك فؤاد الأول آنذاك.
توقس زعيم الحركة الوطنية مصطفى كامل يوم الاثنين الموافق 10 فبراير 1908 بعد صراع طويل مع مرض السل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
