جسّدت الأوجاع ملامحها علي جسد صاحب العقد الثامن في رحلة عذاب دامت لأكثر من 60 عامًا ليس له ملجأ سوى الشارع، تارة يوافق البعض علي إقامته داخل حظيرة للماشية تكون ملاذه الوحيد للراحة وتارة أخرى يسمح له الجيران بمنحه أريكة للنوم خلف مجرى مائي يستقبل يوميًا فضلات المنازل.
فعلى مقربة من ضجيج السيارات المار بالطريق السريع يجلس عم 'سيد' صاحب العقد الثامن يتكئ علي أريكة ينام عليها آناء الليل وأطراف النهار، يحيطها مجموعة من أواني الجيران عكف عم 'سيد' على الاستعانة بها من قِبل الجيران الذين سمحوا له بالإقامة بهذا المكان بعد سنوات من المعاناة أقام بها داخل حظيرة للماشية.
رحلة عذاب عم سيد مسن بالمنيا
'سيد أحمد السقا' يبلغ من العمر نحو 75 عامًا، لا يملك من حطام الحياة شئ سوى بطاقته الشخصية وجلبابه المتهالك الذي لم يرتدي غيره لأكثر من عدة سنوات، ينتظر من يأتي إليه بنظرات عطف لتقديم بعض المأكولات الجافة إليه ليبدأ في إعداد الطعام لنفسه عقب استعارة موقد وأواني من الجيران ليطهي وجبته بجوار مصرف تُلقى به الحيوانات النافقة وفضلات المنازل، يجاوره أريكة نومه وراحته.
يقول عم 'سيد': 'إنني أبلغ من العمر 75 عامًا وأوشكت على إتمام الـ 80 عامًا، وأعيش في الشارع ليل نهار لعدم وجود مأوى لي أو مسكن بديلًا عن الشارع'، مشيرًا إلي أنه عندما كان في عمر 12 عامًا خرج 'على باب الله' ومنذ ذلك الحين وهو يُقيم في الشارع.
رحلة عذاب عم سيد مسن في المنيا
ويُضيف: 'كنت أقيم داخل عشة معدة كحظيرة للماشية تكسوها بعض الأغطية من البطاطين القديمة قام بصناعتها بعض الجيران ثم بدأت أقيم بأريكة أجلس عليها وأنام ليل نهار بها'.
وعن مأكله، يقول عم 'سيد': 'أنتظر أولاد الحلال منهم من يقدم لي قطع اللحم والخضروات وأقوم بطهي الطعام بعد أن أستعير موقد بالغاز وبعض الأواني من قِبل الجيران وهناك بعض الجيران يحضرون لي وجبة إفطار أو غداء في بعض الأحيان'، مطالبًا الرئيس عبد الفتاح السيسي، واللواء اسامه القاضي، محافظ المنيا، بتحقيق حلمه، قائلًا: 'نفسي في أوضة أرتاح فيها بدلًا من النوم والأكل في الشارع اللي بقالي فيه سنين'.
رحلة عذاب عم سيد مسن بالمنيا
رحلة عذاب عم سيد مسن بالمنيا
رحلة عذاب عم سيد مسن في المنيا
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
