بأبراج وقواديس عمرها 100 عام.. مُعلم يربي الحمام الجبلي في قنا ويستغل مخلفاته (فيديو وصور)

في ساعة الغروب يتحول كوبري المعووجة بمركز الوقف التابع لمحافظة قنا، يوميًا للوحة فنية جميلة وكأنها مرسومة بمختلف الألوان، بسبب صفوف الحمام الجبلي المتجمعة لارتواء ظمأها على جانبي الترعة يمينًا وشمالًا، حتى اعتادوا على المواطنين، لا يهابونهم عند الجلوس بالقرب منهم، ويرجع ذلك لأحد أبناء القرية، الذي عاش طيلة حياته يبتكر في تربية الحمام الجبلي بعد أن ورثه من والده وأجداده منذ أكثر من 100 عام.

التقت 'أهل مصر' بالمواطن إبراهيم محمد إبراهيم، مُعلم، ومقيم بمنطقة كوبري المعووجة، مركز الوقف، شمال محافظة قنا، مُدرس بالتربية والتعليم، وأشهر مربي للحمام الجبلي في بلدته، حتى أنه أصبح يفهمهم ويعتبرهم جزء من أسرته البسيطة، لم يُهمل يومًا تربيتهم، بل تعد مراعاتهم أول أولوياته في حياته اليومية!! للتعرف على كيفية حفاظه على تربية الحمام بعد وفاة والده، في السطور التالية سوف نوضح تفصليًا ما مر به المعلم ليصبح أشهر مربي حمام بمركز الوقف.

قال إبراهيم، أنه وُلد وجد الحمام الجبلي يحيط منزلهم من كافة الجوانب، رأى والده وهو يدللهم ويعتني بهم، فصار على خطاه، وتطور به الأمر للجلوس بجوارهم والغناء معهم فوق سطح منزله فهذه السعادة بالنسبة له التي يستطيع الاستغناء عنها طيلة حياته.

وأضاف إبراهيم أنه يمتلك 3 أبراج للحمام من عهد والده وأجداده منذ أكثر من مائة عام، لم يغير بهم شيئًا حتى الآن ولا يلجأ للتغيير أو الإضافة خوفًا من هروب الحمام وضياع منظرهم التراثي الجميل، حيث انتهت تلك الأبراج منذ عشرات السنين وأصبحت بيوت الحمام الآن عبارة عن أقماع ليس بالقواديس المعروف عنها أنها من المهن التراثية الفرعونية القديمة.

إبراهيم مدرس ومربي الحمام الجبلي في الوقفإبراهيم مدرس ومربي الحمام الجبلي في الوقف

أوضح ابن الوقف، أنه يربي نوعًا واحدًا من الحمام وهو الجبلي فقط، ذلك النوع لا يُرغب في أكله بكثرة مثل البلدي، لكنه هوى تربيته واستمر عليه منذ طفولته، ورغم عمله كمدرس ومسئوليته تجاه أرضه الزراعية وأسرته إلا أنه لم يهملهم يومًا.

وأشار، إلى أنه لا يضع لهم الطعام أو الشراب من شهر مارس حتى أكتوبر، فالحمام يعتمد على ذاته خلال تلك الفترة لكثرة الحبوب بالخارج، وهو دائم الترحال خلال هذه الفترة يغذي نفسه وصغاره بذاته والشراب يوميًا من ترعة كوبري المعووجة بالوقف، لكن دوره يظهر أكثر في شهور الشتاء بوضع الطعام الخاص بهم في بيوتهم باستمرار في الصباح الباكر عقب خروجهم والحرص الشديد من عدم الاقتراب منهم في المساء، خوفًا من هروب الحمام لأماكن أخرى.

'وكما أعطيت الحمام هو أعطاني' هكذا قال المواطن إبراهيم عند سؤاله.. ما فائدة تربية الحمام حتى تشتهر به؟ فقد أوضح أن الحمام الجبلي ينتج أسمدة عضوية بكثرة وذلك العلاج الوحيد لبعض الزراعات مثل المانجو والتين وغيرها، فقد يلجأ إليه المزارعين للمساعدة في نمو الثمار، ويستعد لذلك إبراهيم جيدًا في شهر نوفمبر من كل عام، حيث يقوم بتنظيف جميع الأبراج ووضع الأسمدة في أجولة ثم بيعها للمزارعين.

وأفاد أنه يواجه كثير من المعوقات للحفاظ على ما ورثه من والده في تربية الحمام الجبلي، من بينها هجوم الفئران على بيوتهم وأكل صغارهم ذلك يجعلهم يهابون المكان ويبحثون على أماكن أخرى، لذلك يحرص جيدًا باستمرار على مراعاتهم بالتخلص من الفئران قبل مهاجمتهم وذلك بتعب ومشقة ليس بالسهل عليه لضيق وقته، ومن الناحية الأخرى لم يسلم من أفعى الكوبرا، حيث ظلت فترة تهاجم الحمام أثناء وقوفهم على على جوانب الترعة وأكلت منهم الكثير، حتى تمكن من التربص لها وقتلها، ليضمن الأمن والسلامة لهم.

إبراهيم مدرس ومربي الحمام الجبلي في الوقفإبراهيم مدرس ومربي الحمام الجبلي في الوقف

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً