لم تكن أزمة أزمة فيروس كورونا المستجد التي ألقت بظلالها على محافظات مصر وعلى رأسهم الأقصر، من سخر الإنسان بل إنها ابتلاء من عند الله سبحانه وتعالى، ليخرج العبد الغني والفقير لمواجهة تلك الوباء.
في الوقت الذي كان يسمع عن أخبار لفيروس كورونا في الخارج وخاصة الصين، بمطلع العام الجاري، كانت الأجواء هادئة، لكن في السادس من مارس الماضي 2020، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وظهر أو 6 حالات إصابة بكورونا في الأقصر على متن مركب نيلية، إثر مخالطتهم لسائحة تايوانية من أصل أمريكي، واكتشف عندما عادت إلى بلادها.
بات موطني الأقصر وباقي المحافظات المحافظات المجاورة في فزع داهم خوفا من أن ينتقل إليهم الفيروس اللعين، وأصبح الأمر أكثر قلقًا عندما اكتشف 28 حالة جديدة حاملة لكورونا دون ظهور أي أعراض.
فمحافظة الأقصر لم تكن جاهزة لتلك المحنة المفاجئة وكان مستشفى العزل الصحي لعلاج حالات فيروس كورونا بمحافظة مرسي مطروح، وعلى متن طائرات حربية تم نقل الـ36 حالة إصابة بكورونا إلى مستشفى النجيلة.
ووسط الشدة يظهر معدن الرجال الأصيل، ليخرج الدكتور بكري عبدالستار تطوعا ليرافق رحلة علاج مصابي فيروس كورونا المستجد 'كوفيد-19'، ولم يخيفه خطر الإصابة بالفيروس، لتوافق الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة على مهامه بناءً على طلبه.
ولما قضى الـ14 يوما بذات المستشفى، عاد إلى الأقصر ومعه الحالات عقب شفائها التام، واحتفلت الأوساط الطبية حينها به، لتفخر الأقصر بابنها البار الذي فتح صدره للفيروس القاتل وكان قريبا من حافة الموت.