'دفء المحبة في تلقائية اللقاء'.. بهذه الكلمات البسيطة والتي تحمل بداخلها معانٍ كثيرة تدل على المودة والإنسانية بين مسلمي ومسيحيي مصر، علق القمص 'أنجيلوس ميخائيل' راعي كنيسة الملاك ميخائيل بقرية الرحمانية قبلي بمركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، على 'الصورة التريند'، التي ظهر فيها يُلقي السلام على إمام مسجد، وتم توثيق هذه اللحظة دون سابق ترتيب لها من قبل الطالب حسن جمال ابن محافظة الأقصر بمحطة نجع حمادي.
وقال القمص أنجيلوس، في تصريح خاص لـ'أهل مصر' إنه يقيم بقرية الرحمانية وخدمته بكنيسة الملاك ميخائيل، حيث كان متجها لمحطة قطار نجع حمادي لاستقلال قطار القاهرة، وتفاجئ بالصورة منتشرة عبر صفحات السوشيال ميديا، مركدًا أنه فرح كثيرا بها.
وتابع راعي كنيسة الملاك ميخائيل، أنه لا يعرف إمام المسجد الذي ظهر معه في الصورة، ولكن تقديرًا فيما بينهما لبعض ألقا التحية كل منهما على الآخر كرجال دين، قائلًا بعد رؤيته للصورة: 'اللحظة نفسها قبل النشر كانت فعلا عابرة لكني استشعرت فيها المودة في لحظتها ولم أكن أتخيل أن هناك من يسجلها أو يوثقها'.
القمص أنجليوس
وكانت قد ترقبت 'أهل مصر' الصورة التريند حتى تعرفت على صاحبها ويُدعى حسن جمال مقيم بمحافظة الأقصر، وطالب في الفرقة الثانية بكلية تاريخ وحضارة جامعة الأزهر بأسيوط، والتقط الصورة بهاتفه المحمول الشخصي، بمحطة نجع حمادي.
صورة اليوم لطالب من داخل محطة نجع حمادي
ومن جانبه، قال حسن جمال في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، إنه يهوى التصوير منذ طفولته، ويصور أي شيئ يراه أمامه بهاتفه المحمول، ولظروف ما لم يلتحق بكلية الإعلام، موضحًا أنه لم يجتز أي تدريبات تساعده في التصوير ومنذ فترة طويلة يدخر من مصروفات كليته حتى يستطيع شراء 'كاميرا' تساعده في التصوير والتقاط الصور المميزة التي يجد سعادته بها.
الطالب حسن جمال صاحب الصورة التريند اليوم
وأضاف صاحب صورة التريند، أن قصة الصورة بدأت معه عندما أنهى محاضراته في أسيوط واستقل قطار الساعة 8 صباحًا وجلس بجوار النافذة يلتقط كل شئ يراه أمامه مميزا، حتى وقف القطار في محطة نجع حمادي ورأي قمص مسيحي قادم من جهة وفي ذات الوقت إمام مسجد أو رجل أزهر لا يعلم وظيفته تحديدًا قادم من الجهة الأخرى، في هذه كانت دقات قلبه سريعة للغاية خوفًا من تحرك القطار قبل التقاط الصورة التي تخيلها في عقله، ولم ينتظر ثوانٍ معدودة حتى فتح كاميرا هاتفه وظل يلتقط لهم الصور حتى اقتربا من بعض وسلما على بعضهما والتي كانت هي 'صورة اليوم'.
وأعرب صاحب الصورة، عن سعادته البالغة بالصورة من شدة جمالها معلقًا: 'رأيت مصر في صورة'، وعندما نشر الصورة عبر حسابه الشخصي على 'فيسبوك' لم يكن يتوقع الصدى الواسع الذي حققته فالجميع أخذ ينشرها ومختلف الصفحات نشرتها وأصبحت 'صورة اليوم' بفضل المعجبين بها.