"علم ملهوش معلم".. "ضاربة الودع" بقنا تكشف أسرار مهنتها وعلاقتها بالجن

ضرب الودع
ضرب الودع

'أبين زين أبين زين أبين.. أبين زين وأوشوش الودع وأقول'، بتلك الكلمات تتجول سيدة تبلغ من العمر ما يتعدى الـ 40 عامًا في بعض شوارع دشنا بمحافظة قنا، وبعد محاولات كثيرة وافقت السيدة على الحديث عن عملها وحياتها.

'ارمي حسنتِك ووشوشي ودعتك.. وشوفي ودعك إيه هيقولك'.. بتلك الكلمات المتناسقة بدأت السيدة حديثها لـ'أهل مصر'، والتي فضّلت عدم ذكر اسمها، وقالت: 'غريبة في بلدكم جاية من البيوت البعيدة أدور على رزقي، وعن عمري لو اتحسب العمر بالسنين فأنا لسّة ما قفلت الخمسين، ولو اتحسب بالشقى فحطّي فوق عمري خمسين'.

توضّح السيدة الغريبة، أن 'ضرب الودع' معروف ومنتشر منذ القديم، فقبل أن تُصبح 'ضاربة ودع' كانت والدتها تعمل في هذه المهنة وكان جدّها يعْرف بعِلم الودع حسبما تقول، مضيفة أن مهنة الودع تعتبر علم فلا أحد يستطيع قراءة الودع وفهم أشكاله على الرمال.

'ضرب الودع علم ملهوش معلم'.. تُتابع السيدة 'ضاربة الودع' حديثها، لافتة إلى أنه علم لا يُدرّس بل هو خبرة تجربة ومغامرة يخوضها من يدخل بها وحده، والبعض يكتسبها وراثة ممن سبقوه بها من عائلته، ولا يربط الودع قواعد معينة، مُبيّنة أن مع ضاربي الودع رمل وبعض الأحجار الملوّنة والأصداف مختلفة الأحجام، يذهبوا باحثين عن مَن يُريد أن يقرأ الودع أو من لا يجد لهمه مخرجًا ويريد من يصارحه به دون أن يتكلم، فيأخذ الودع ويوشوش به اسمه وما يريد أن يقول أو يطرح سؤال يدور بخاطره، ثم يرمي الودع على الرمال مع 'بياضه أو حسنته' وهي أموال يرميها مع الودع على الرمال بطريقة عشوائية.

وتُشير إلى أن أغلب الفتيات التي يلجأن لضرب الودع دائمًا ما يسألن عن موعد زفافهن، أما الرجال فيشكون همهم، موضحة أن الإجابة عن تساؤلات مَن يأتون لقراءة الودع تكون مختلفة فهي بحسب ما يقول الودع ويراه قارئ الودع أمامه على الرمال.

'وكأن في حد بيوشوشني' هكذا تُوضّح السيدة، قائلة: 'إن ضارب الودع يرى على الرمال كلمات بعد رمي الودع، كما أنها تسمع جُمَل تهمس في أذنها، لتخرج الكلمات تلقائيًا من فمها وتُجيب على من أتى إليها باحثًا عن إجابة، مشيرة إلى أن عمل ضارب الودع مربوط بعلاقته بنوع من أنواع الجن الذي يساعده في معرفة ما يدور في ذهن من أمامه ويخدمه في قراءة الودع والإجابة عن جميع الأسئلة.

واختتمت سيدة الخمسين حديثها بتلك الكلمات المتناسقة: 'احترت في بالك ودار عقلي في خيالك، وعندك شديد ما يهده ريح'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي لـ أهالي سيناء: «خالوا بالكم منها.. بلدكم أمانة في رقبتكم ورقبتنا»