ترى أن أُولَى أولوياتها هو الاهتمام بأسرتها الصغيرة دون المساس بالوقت المخصص لهم، ومن هذا المنطلق فهي لا تحبذ عمل المرأة وتفضل أن تعطي وقتها لذويها إلا إذا اضطرت للعمل لأجل العيش والانفاق على نفسها أو أسرتها، أو لديها فائض من الوقت فهي لجأت لاستثمار أوقات فراغها بعمل غير نمطي فضلا عن ممارسته بهدف مساعدة السيدات، فعملت كمدربة قيادة بمحافظة الشرقية.
هي السيدة الأربعينية 'جيهان شعلان' الأم لشاب في مرحلة الثانوية العامة، وفتاة في الإعدادية تقيم بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تقول: 'لم أحبذ عمل المرأة على الإطلاق خاصة وإن كانت أسرتها أو أهلها في حاجة لوجودها على الدوام دون الانشغال عنهم بوظيفة أو عمل خارجي، ولكن أعذرها لو هي بالفعل في حاجة للعمل والرزق العائد منه، وتتابع: 'قررت العمل في مجال أحبه وأن لا يكون نمطيًا وأكون مميزة في أدائه، على أن لا يتعارض مع أولوياتي في بيتي وبين أفراد اسرتي، وأن يتاح لي ممارسته في الوقت الفائض دون اعتراض أولويات حياتي'.
جيهان مع المتدربات
وتضيف 'جيهان شعلان': 'لجأت للعمل في تدريب القيادة للسيدات في مدينة الزقازيق وهو حسبما أراه غير تقليدي وعن أقرب لطبيعتي الشخصية، فضلا عن اختياري له لأنه رسالة أحببت تقديمها للسيدات وتضامنا مني معهم، خاصة أن كثيرا من السيدات ترغبن في التعلم لكن الخوف والتردد يعترضهن، متابعة: 'تعثرت في بداية تعلم القيادة وظللت نحو 36 حصة وما زلت أشعر بعدم الجراءة على القيادة والشعور بالخوف، ولذلك فأنا أفهم شعور السيدات وأستطيع احتوائهم، نظرا لمروري بنفس الشعور خلال تجربتي، إلى جانب كوني كأنثى'.
وتوضح قائلة: 'عندما بدأت خوض تدريب القيادة للسيدات منذ ما يقارب 3 سنوات لم أعرف بأن فتيات تمارسنها إلا اثنتين تواصلت معهم مؤخرا، ولأن لدي مسؤوليات ببيتي قررت التعامل مع مدرسة قيادة بالمدينة للتعامل إداريا مع العملاء، ومن جهتي التفرغ فقط للتدريب، وتضيف: 'زاد حماسي للتعامل مع الشركة حسن تعامل مالك المدرسة وثقته في أفكاري وقدراتي، فضلا عن توافر سيارات جديدة وذات جودة مناسبة للعمل دون إرهاق أو صعوبات'.
جيهان مع إحدى المتدربات
وتضيف: 'لدي ما يمكّنني ماديا ومهاريا من إنشاء مدرسة قيادة إلا أنني لم أسعَ للربح بقدر ما أسعى لممارسة مهنة أحبها وأساعد بها السيدات أبناء جنسي، وربما أنشئ مدرسة لاحقًا باسم 'جيهان للقيادة' والاسم اتشهر بالفعل 'g-drive'، غير أنني لا أحب القيود والمسؤولية الإدارية فأنا أحب العم في جو من الحرية بالإضافة إلى أنني أشتهرت باسمي ومهارتي في التدريب، لكن كل المحيطين بي وعلى رأسهم والدي ينادوا بتنفيذ مشروعي الذي دائما أؤجله لوقت لاحق، وتشير إلى أنها حققت انتشارا بين السيدات في محافظتها وخارجها من خلال مجموعة خاصة بتدريب القيادة عبر الفيس بوك هذا بالإضافة لعمل مسابقات في المناسبات على مدار العام والإعلان عنها للتشجيع على القيادة وطرح افكار جيدة للمشاركين والتعرف على أشخاص جدد، كل هذا دعم مشروعها وزاده انتشارا'.
وعن مشاق وصعوبات تواجهها، تقول جيهان: 'مهنة تدريب القيادة ليست بالهينة وإنما هي عمل شاق وخطير ولن يستطيع ممارستها إلا المحب للمهنة والصبور، هذا إلى جانب أنها مخاطرة ومغامرة تحتاج ثبات إنفعالي أكثر وصبر، خاصة وأننا ندرب أشخاصا لا يجيدون القيادة بالإضافة إلى أن الشارع ملئ بالسائقين المخالفين لقواعد المرور والقيادة والتي قد تسبب حوادث وتصادمات خطيرة'.
وتستنكر 'جيهان' التنمر الذي تقابله المرأة حسب قولها وكأن المجتمع يرفض قيادة المرأة وينتقدونها مما يفقدها الثقة بذاتها، وما تقابلنه السيدات والفتيات اللاتي تدربهن، لكنها دائما تتغلب على التنمر بتجاهله وتنصحهن بالتجاهل وألا يعيروا الناقدين اهتماما.
جيهان مع متدربات
تقول أنها لم تعمل باستمرار لانها لا تمارسها كوظيفة لكسب الرزق لذلك تمارسها في المقام الأول كهواية لذا تلجأ لشحذ طاقتها كلما خارت قواها باخذ إجازة والعودة من جديد لأنها مهنة تستدعي الصبر والتركيز مع العملاء، وتضيف جيهان:'لم أكرر دورة القيادة مع نفس العميلة مرتين فأنا في المرة الأولى أكون قد استنفذت كل طاقتي وخبراتي في تعليم فنون القيادة لها وان لم تجتازها بنجاح أنصحها أن تجرب مع مدرب أخر، موضحة بقولها: 'واكتشفت الجزء دا اثناء تعلمي القيادة، فتأخري في التعلم لم يكن بسبب المدرب وإنما خوغي الزائد وعدم ثقتي في قدرتي على التعلم بسرعة'.
وتوضح: 'الدورة التدريبية 10 حصص بواقع 5 منهم لتعليم مبادئ القيادة، وخلال عملي المتقطع على مدار 3 سنوات دربت أكثر من 200 سيدة وفتاة، وبعد التأكد من تمرس السيدة للقيادة أصطحبها في حصة قيادة لمسافة طويلة خارج المحافظة قد تصل لـ3 ساعات، وذلك لكسر حاجز الخوف من السفر وحدهم بسيارتهم الخاصة فيما بعد، وأخر مرحلة حصة الميكانيكا ويعطيها لهم مهندس متخصص اتفق معه مسبقا وهذا بعد تأكد تعلمهن بمهارة'.
وتتابع: 'نصيحتي للمقبلة على القيادة من متدرباتي سواء من يقصدن تعلم القيادة لتدريب الغير أو تعلم القيادة للمارسة الشخصية، انصحهم بالصبر والتروي وترك التفكير السلبي جانبا وان تفرغ ذهنها اثناء التعلم والشعور بأنها مسؤولية وأن توليها قدرا عاليا من التركيز والاهتمام'.
جيهان أول مدربة على القيادة
وتختتم قائلة :'رغم إجهاد العم إلا أنني أسعد مع كل سيدة وفتاة تشعر بالفرحة العارمة عندما تجتاز دورة القيادة وتستطيع قيادة سيارتها بنفسها، وهذا أنجح فيه لأنني أتعامل مع السيدة كمحلل نفسي قبل أن أكون مدربة قيادة وأحتوي مشاعرها وأتفهم خوفها من التنمر وخوفها من الخطأ والتعرض لحادثة'، موضحة: 'فالسيدات كائنات يتعاملن بمشاعرهن دائما، فضلا عن سعادتي لشهرتي في الشرقية وخارجها وكثير من السيدات في عدد من المحافظات طلبوا أن أدربهن ولكن أكتفي بالزقازيق، كما ورفضت العمل في شركة قيادة بالمملكة العربية السعودية لأنني لا أحبذ السفر والغربة، وكفى ممارستي لهوايتي في نطاق مدينة الزقازيق'.