كانت الصدفة سببًا في اكتشاف موهبتها، ومن حسن حظها أن يسوق لها القدر معلما منذ الصغر لكي يوجهها ويأخذ بيدها ويضع أقدامها على أول الطريق، لتستغل مواطن قوتها وتعمل على تنميتها منذ الطفولة، كانت تحب الرسم وتزين به جدران غرفتها، وتنسق الألوان والأثاث في منزلها وتشارك برأيها حبًا في تنسيق الأماكن التي تذهب إليها، إلى أن بدأت في ورشة ديكور لتبدأ أول طريق الحلم.
هي الطفلة 'إيمان محمود' ذات الـ 12 عاما من قرية شيبة بمحافظة الشرقية، تقول: 'كنت بحب الرسم وكنت بزين جدران غرفة نومي، وكنت شايفة إنها حاجة عادية مش عبقرية، خصوصا كل الأطفال بترسم، لكن مش كلهم بيرسموا في غرف نومهم ويستغلوا حبهم للرسم في تحويل بيوتهم لبساتين ورود مرسومة ورسم مناظر جمالية مثلما فعلت'.
الطفلة إيمان محمود
وتروي 'إيمان' عن جارتها المهندسة 'دينا خليل' التي جاءت إلى قريتها في بداية العام وافتتحت ورشة نجارة وتصميم ديكورات قائلة: 'في ورشة نجارة فتحت بجوار بيتنا والمستأجرة كانت ست ودا شئ خلانا نستغرب في البداية، خصوصا إننا في قرية وبقت صديقة ماما وأخواتي البنات'، متابعة:'في يوم المهندسة احتاجت مساعدة فطلبت من ماما أكون معاها وهنا كانت المفاجأة اللي أسعدتها، كانت بتقطع خشب وترسم عليه وعرفت إنها قطع ديكور لمحلات وكافيهات ومنازل، وبقيت أقترح عليها تعديل وإضافة رسومات وسابتني أنفذهم كتجربة في البداية'.
وتستكمل قائلة: 'دينا انبهرت بيا وقالتلي إنتِ اتعلمتي فين الحاجات دي خصوصا إني صغيرة في السن، وقالتلي هتشتغلي معايا وأخدك الأمكن الي بنروح نعمل لها ديكورات'، وتابعت: 'كنت فاهمة إن بابا هيرفض لأن عادات القرية غير المدينة وأنا لسة طفلة، لكن المفاجأة أسرتي وافقت لأنهم مقتنعين بالمهندسة وشايفين إن عندي موهبة، وبدأت أروح معاها قاعات أفراح وكافيهات وكانت تتركني أصمم واختار تنسيق الأثاث والديكورات، وفي كل مرة كانت تعجب بيا أكثر'.
الطفلة إيمان محمود
وأوضحت 'دينا خليل' مالكة ورشة النجارة 'خشب أخضر' والمؤسسة خصيصا لتصميم أعمال الديكور: 'البنت ذكية وموهوبة وسريعة التنفيذ ودا فاجئني فقررت أعلمها واستثمر طاقتها، وطلبت من أهلها تنزل الورشة بمعدل يومين أسبوعيا'، متابعة: 'وافقوا لثقتهم فيا بالإضافة لإنهم شايفين إنها بتحب الرسم بشكل مختلف مش مجرد رسمة في ورقة لكن بترسم على الحيطان وتزين غرف المنزل منذ سنواتها الأولى، واكتشفت إن والدتها كمان موهوبة في تصميم الملابس ولكن البعض في مجتمع الريف قد يستهين بالمواهب ولا ينميها'.
وتتابع 'دينا': 'مش ببالغ لما أقول إن الطفلة إيمان موهوبة بتستجيب لأي فكرة بسرعة وتنفذ أسرع ودا تميز بالنسبة لعمرها، ودوري إني استغل قدراتها وأوجهها وسعيدة إني اكتشفتها، وتضيف: 'بتقدر تصمم قطع ديكور مناسب لكل مكان سواء كافيه أو محل ملابس أو قاعة افراح والمنازل، وتنسق قطع الأثاث ولها رأي سليم رغم سنها الصغير، وترسم وتلون باحترافية وتختار التصميمات لكن لم أتركها تقطع الأخشاب خوفا على سلامتها لأنها ما زالت طفلة'.
الطفلة إيمان محمود
واختتمت الطفلة 'إيمان' قائلة: 'كنت عارفة إني بحب الرسم والتصميم لكن أمنت بنفسي أكثر بوجود المهندسة دينا بالإضافة لإنها ظائما توجهني وتدعمني واتعلمت معاها كتير'، متابعة: 'ومن خلالها قررت إني أدخل كلية فنون جميلة وماما وبابا دايما يدعموني، لأن الموهبة تكتمل بالعلم وساعتها اقدر أكون مهندسة ديكور متميزة، واتمنى كل طفل عنده موهبة يلاقي اللي يوجهه ويعرفه على نفسه ولما يكبر يكون ناجح وكبير في مجاله'.