'احنا بنينا السد العالى'... ذكر حلوة وكلمات مترددة على اذهان المواطنين منذ بناء السد حتي بعد مرور 61 عامًا، واليوم يحل على المصريين تلك المحلمة التاريخية، وضع حجر الأساس على تلك المشروع الضخمة، الذي حافظ على اراضينا من الضياع والفيضانات.
في التاسع من يناير كل عام، يمثل تلك التاريخ فرحًا كبيرة لدي جميع المصريين بشكل عام، والعمال بشكل خاص، لأنه يمثل ذكرى خالدة لاهم وابرز المشاريع العملاقة التي قام على أرضها، وهو بناء السد العالى، وذلك في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي يعد من أعظم إنجازاته التي يرويها التاريخ مع كل ذكرى تمر علينا، حيث كان لهذا المشروع أثرًا عظيمًا في نفوس المصرين، ومع روي حكايتها تعطينا طاقة أيجابية وفخر، نظرًا الجهود المبذولة حتى استكمال هذا المشروع العظيم.
عمال المشاركين في بناء السد العالى
و استهدف بناء مشروع السد العالي حجز فيضان النيل وتخزين مياه وتوليد الطاقة الكهربية، حيث كان يعاني المصريين قبل بناء تلك المشروع، فيضانات عديدة، مما أسفر عن خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية، وكان من اشد تلك الفيضان هو عام 1887م، حيث بلغ إيراد مصر من المياه حينها نحو 150 مليار متر مكعب من المياه، أدى إلى حصد أرواح العديد من السودان وجنوب مصر حتى دول المصب.
وبدء المهندسين والمسؤولين في الخروج من تلك الأزمة، حتى لا يتكرر السيناريو من جديد، وبدوا في إقامة مشاريع بهدف التخزين السنوي للمياه، ومن أبرزها تلك المشاريع هي 'خزان جبل الأولياء على النيل للتحكم في إيراد النهر المتغير، وخزان أسوان'، بجانب اقامت القناطر لتنظيم الرى على طول مجري النهر، وتلك مشاريع التخزين لم يحل المشكلة بشكل جذري وبينما كان حلها بشكل جزئي.
مميزات السد العالى
وكان مشروع بناء السد العالى، هو الحل النهائي لأنهاء من مشكلة الفيضانات والجفاف وتوفير الحماية الكاملة لمصر، وبدأ بحيرة ناصر في تقليل من اندفاع مياه الفيضان، وتم تخزينها بشكل دائم للاستفادة منها خلال فترة سنوات الجفاف.
ذكري بناء السد العالى
حمى السد مصر من حدوث كوارث المجاعات والجفاف، خلال سنوات الفيضانات خاصة في الفترة من عامي 1979 حتى 1987، عندما تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من مخزون بحيرة ناصر، حتى يستطيع تعويض العجزالسنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.
عمال المشاركين في بناء السد العالى
وساعد مشروع السد العالى، في زيادة نسبة مساحة الرقعة الزراعية بمصر من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، وساهم في تحويل المساحات التي كانت تعتمد في زراعتها بنظام الرى الحوضي إلى نظام الرى الدائم، علاوة على إمكانية زراعة محاصيل أكثر استهلاكًا للمياه مثل قصب السكر والأرز.
كما وفر الطاقة الكهربية التي تستخدم في إدارة المصانع وإنارة المدن والقري، وأدى إلى زيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة ناصر، وكذلك تحسين الملاحة النهرية طوال العام.
وقد اختارت الهيئة الدولية من قبل خلال تقرير صدر من الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبرى، أن مشروع السد العالى أعظم مشروع هندسي شيد في القرن العشرين.
النفق السد العالى