ضربات قوية توجهها الحكومة، تجاه الدروس الخصوصية والمعنية في وزارة التربية والتعليم، لمحاربة جشع المدرسين تجاه التلاميذ وأولياء أمورهم الذين يتكبدون آلاف الجنيهات سنويا، خاصة إذا كان لديه العديد من الأبناء في المراحل التعليمية.
ومع تفشي فيروسكورونا، حذرت وزارة التربية والتعليم المدرسين من الدروس الخصوصية بسبب كثافة التلاميذ داخل الأماكن المغلقة تجنبًا لإصابتهم بهذا الفيروس اللعين، وأصبح المدرس الذي يتم ضبطه حال إعطاءه درسا خصوصيا في حكم القانون متهم في جرم يخل بأمن البلد واستقرارها.
ففي السنوات الماضية تعالت أصوات أولياء الأمور صراخا من ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية، ما دفعهم لتكوين جروبات على السوشيال ميديا لنقل صوتهم إلى وزارة التربية والتعليم، وما إن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتى وجه وزارة التعليم بضرورة تجريم الدروس الخصوصية.
مداهمة مراكز الدروس الخصوصية بالشرقية
'يموت الزمار وصوابعه بتلعب'.. مثل شعبي شهير، ينطبق على حال المدرسين في محافظة الشرقية والكثير من المحافظات الأخرى، فعلى الرغم من تحذير وزارة التربية والتعليم من الدروس الخصوصية إلا أن هناك بعض المدرسين، احتالوا على القانون وضربوا بتحذيرات الوزارة عرض الحائط، ولجأوا إلى الأماكن المهجورة والنائية ليكونوا بعيدا عن أعين الجهات المسؤولة، ومن معه من التلاميذ الذين صعب عليهم استذكار دروسهم بمفردهم خاصة مع النظام الجديد للثانوية العامة باستخدام التابلت.
تجاوزات عديدة رصدها 'أهل مصر' خلال حديثه أولياء الأمور، وقال أحدهم يدعى فارس على، إن نجله في الثانوية العامة يحرص على الدروس الخصوصية في أغلب المواد الدراسية خاصة وإنه لم يذهب للمدرسة كثيرا لاستذكار دروسه.
وتابع: 'ابني زيه زي غيره كتير من التلاميذ لو ذاكر لوحده هيفشل نعمل إيه وأنا مغلوب على أمري'، يشير الأب إلى أنه يتكبد مئات الجنيهات شهريا من أجل تعليم نجليه في الثانوية العامة.
مداهمة مراكز الدروس الخصوصية بالشرقية
وأردف: 'والله مستعد أبيع ما لدي من مال بس عيالي يتعلموا'، وبعد غلق الدروس الخصوصية سألنا 'فارس' عما إذا كان أبناءه مازالوا يواصلون الدروس الخصوصية أم لا؟ فكانت إجابته صادمة: 'أيوة طبعا'.
وتابع: 'عدد كبير من المعلمين يواصلون إعطاء الدروس الخصوصية في 'الخرابات'، وهي منازل مهجورة بعيدا عن أعين المسؤولين'.
والتقط أطراف الحديث سعد فتحي، قائلا إنه نجله مازال يواصل الدروس الخصوصية، وحرص المدرس على تحذير التلاميذ من إفشاء هذا الأمر بين زملائهم في المدرسة حتى لا يعلمون أماكن الدروس الجديدة.
مداهمة مراكز الدروس الخصوصية بالشرقية
'والله بيفكروني بفيلم العميل رقم 13'.. بسخرية شديد قالها 'سعد'، مشيرا إلى أن ما يفعله المدرسين يذكروه فيلم محمد صبحي في العميل رقم 13 حينما كان يذهب لرئيس العصابة في غرف مهجورة للقاء به.
ومن أولياء الأمور للتلاميذ، فقال أحدهم رفض ذكر اسمه، إنه في المرحلة الأخيرة من الثانوية العامة ومازال يحرص على الدروس الخصوصية مع المدرس المتخصص، متابعا: 'لما الحكومة قفلت السناتر خوفنا على مستقبلنا والمدرس قلنا اطمنوا هديكم الدرس في مكان تاني بس بسعر أعلى'.
'يعني مكان مش نضيف ولا آدمي وكمان بندفع قيمة الدرس أكثر من الأول'.. يشير التلميذ إلى أن المدرسين بعدما أصبحوا يعطوا الدروس الخصوصية في أماكن مغلقة نائية رفعوا سعر الدروس الخصوصية، بسبب ما يعانيه هو من المكان خلال إعطاء الدرس ولا يراعي ربنا فيهم التلاميذ الذين يواصلون ليلا ونهارا من أجل استذكار دروسهم فضلا عن محاولة فهم الدروس في أماكن غير آدمية.
مداهمة مراكز الدروس الخصوصية بالشرقية
كما قال تلميذ آخر:'كنا بنقعد في تكييفات وأماكن نضيفه نتعلم وكنا راضين دلوقتي ندفع اكتر علشان نتعلم في مكان وسخ'، مشيرا إلى أنه مجبر على الدروس الخصوصية خاصة وأنه كان لا يواظب الحضور في المدرسة ولهذا لابد من المتابعة مع المدرس في الدرس الخصوصي من أجل استذكار دروسه.
وفي ذات السياق، أكد مصدر بمديرية التربية والتعليم بالشرقية، لـ'أهل مصر'، أن التجاوزات التي تحدث من المدرسين خارج المدرسة مسؤول عنها مجلس المدينة والداخلية وليست مديرية التربية والتعليم.
وأشار إلى أن مديرية التربية والتعليم، معنية فقط بالتجاوزات التي تحدث داخل المؤسسات التعليمية وليست خارجها، ووجه نصيحة لجميع أولياء الأمور المتضررين من الدروس الخصوصية بضرورة تحرير محاضر ضد جميع المدرسين الانتهازيين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
