تزوجت منذ 18 عامًا من ابن خالتها وانتظرت أن يهبهم الله مولودًا جميلاً مثل أي أم وأب وأن يكون جميلاً ومعافيًا، وبالفعل أنجبت طفلتها الأولى 'منة الله'، واكتشفنا أنها تعاني من مرض 'الصم و البكم'، ولم تقف الصدمات أمامها عند هذا الحد فحسب، بل ازداد الأمر سوءًا بعدما علمت أن ابنتها 'منة الله' تعاني أيضًا من كهرباء بنسبة كبيرة على المخ ولا تستطيع المشي، وتوالت الصدمات لكنها تقف صامدة قوية صابرة كلها أمل في الله.. إليكم حكاية مدهشة ومصيرة لـ أسماء الاسكندرانى التى تبلغ من العمر 39 عامًا والتي ذكرتها لـ 'أهل مصر'
الملائكة الصغار 'منة الله و ملك و مريم'
تروى أسماء قصة معاناة تعيشها كل يوم وقلبها يعتصر حزنًا وألمًا على حال بناتها فتقول إنها عندما تزوجت من ابن خالتها محمد الطيب الذي يبلغ من العمر 46 عامًا الآن، موضحة أنه يعمل موظفا بهيئة السكة الحديد بمحافظة أسوان وأنجبت ابنتهما 'منة الله' واكتشفوا مرضها، مضيفة أنها ترددت كثيرًا في تكرار عملية الإنجاب خشية من أن يكون الطفل الثانى بنفس حالة منة التى لم تستطيع المشي إلا بعد 7 سنوات، لكن إرادة الله عز وجل في أنها تنجب طفلتين توأمتين، والاثنين يعانين من حالات الصم والبكم، وكهرباء على المخ، بل وبحاجة إلى زرع قرنية لعينيها، مضيفة أنها عانت كثيرًا وتحملت وصبرت من أجلهن، متابعة: 'لم يتخيل مخلوق كيف أراعي ثلاثة بنات اثنتين منهن من ذوى الإعاقة، كلما كبرن أمامي كلما ازدادت مسؤليتهن، و لكن الحمد لله إنها إرادة الله'.الملائكة الصغار مع والدتهن اسماء الاسكندرانى
وأضافت أسماء: 'ابنتي الكبيرة منة الله عمرها الآن 17 عاما وهي بالصف الأول الإعدادي، وملك و مريم عمرهن 13 عاما، ولكن منة و ملك بمدرسة الأمل للصم و البكم، وأنا أعمل مدرسة رياض أطفال في مدرسة النور للمكفوفين، واخذت كورسات فى القاهرة وبورسعيد فى كيفية التخاطب معهن، وبالفعل الآن أتعامل معهن فى التخاطب بشكل ممتاز حتى شقيقتهن مريم تقوم بذلك أيضا فهى عملية تعود، ووالدتى التي تساعدني كثيرًا فى تربيتهن تجيد التخاطب بالاشارة معهن لأنها مسؤولية كبيرة، وأسأل الله أن يعينني عليها، ويشد من أزري فيها، خاصة أننا عانينا كثيرًا من الوصول إلى متخصصين فى التخاطب، وإذا وصلنا لهم اكتشفنا انهم يتاجرون بهذا الابتلاء و يطالبون بمبالغ مالية مبالغ فيها'.
محررة اهل مصر فى منزل أسماء الاسكندرانى
بنبرات يصاحبها ألم شديد يخرج من القلب تقول أسماء: 'هناك ايام صعبة أمر بها عندما تأتى 'النوبة' لـ منة الله فى منتصف الليل، وزوجى بعيد عنا و أنا كامرأة أنزل بها فى هذا الوقت العصيب، واضطر أن احمل اخواتها معي لأذهب إلى المستشفى، لم استطيع أن أصف سيناريو ما يحدث، ولكن بعد أن تنتهي الأزمة، وأعود إلى منزلي، وأنا احتضن بناتي أبكى بشدة، ولم يكن بيدي شيء أفعله سوى أن أرفع يدي إلى السماء، وأقول له 'يا مغيث اغثنى' كن معى يا الله.. وتهدأ نفسي وكأن الله ألهمني الصبر لاستمر فى خدمة بناتي'.
منة الله و ملك الملائكة الصغار
وواصلت: 'قلبي يتألم باستمرار ليس من خدمتهم، ولكن من حالتهم الصحية، والدهم يعمل بأسوان ولم يحضر إلا إجازات على فترات متقطعة، ولكنه فضل أن يكون بعيدًا من أجل توفير المبالغ المالية التي تساعد فى علاج البنات'.
وتابعت أسماء حديثها: 'هناك عبارات عندما اسمعها من ابنتي الكبيرة منة الله أشعر 'بالقهر' والألم فهي تسألنى هو أنا هتجوز واحد مثلي لم يسمع ولم يتكلم، طيب انا لو انجبت طفلا كيف سأتعامل معه واعرف كيف أنه يعاني من شىء و أنا لم اسمع.. تساؤلات كثيرة أهرب من الإجابة عليها وأحيانا اضطر إلى الإجابة التي تخرج بناتي من اليأس، امنحهم الأمل فى المستقبل'.
واختتمت أسماء حديثها: 'بناتي يقمن باشغال يدوية، وممارسة الرياضة، ويصنعن مشغولات جميلة، وأرى الفرحة فى عيونهن عند الابتكار فى صناعة أي مشغولات، اتمنى من الله أن يعينني ويمنحني الصحة من أجلهن فهم وسيلة دخولي إلى الجنة'.
الام : حصلت على كورسات فى التخاطب لاتعامل مع بناتى
تقول الحاجة نبوية متولي والدة أسماء بإن أبنتها مكافحة و صبورة، مضيفة: 'ربنا يعينها على كل الأزمات التي تمر بها، فأنا أقيم معها فترات كبيرة، لأنها تخرج للعمل، وأنا والحمد لله كنت أعمل بالتربية والتعليم، أراقب ابنتي وهي تعاني، وليس بيدي شيء سوى أن أدعو لها، وأطلب من الله أن يمنحها الصبر دائمًا، فهو المفتاح الذي يعينها على هذا الابتلاء الكبير، وأنا أراها تقوم طوال الليل تغير ملابس، وتعطي أدوية، وتسهر حتى تتأكد أن بناتها غلبهم النعاس، مشوار طويل من المحنة اتمنى من الله أن يساعدها فيه وتتحول إلى منحة'.محررة اهل مصر مع الطفلة منة الله