لعبت الصدفة دورا في احترافه حرفة تعد في المقام الأول نسائية، وحب الاكتشاف دفعه للاستمرار فيها إلى أن أصبح أول رجل دخل مجال الكروشيه منافسا فيه الإناث مؤمنا بأن ما يفعله لونا من ألوان الفن، والفن ليس حكرا على فئة أو جنس بعينه، ولاقى شهرة ليس لأنه رجل يحيك الكروشيه وإنما لتميزه وروعة أعماله.
يقول مؤمن عواد شاب يدرس علم النفس بجامعة الإسكندرية: «دخلت مجال الكروشيه صدفة، لي زميلة تهوى تصميم الملابس والكورسات، رأيتها تغزل أحد أعمالها فأخذت منها الإبرة لأخوض التجربة، وبدأت انتبه لطريق عمل الغرز، ولم أكن أقصد في البداية التعلم وإنما كان حب اكتشاف، متابعا: 'عجبتني الفكرة ولقيت نفسي بكمل وبتعلم فيها بشغف، وهنا قررت إني أحترفها وأتعلمها بجد».
على الرغم من دهشة البعض خاصة وأن الكروشيه يعد من وجهة نظر الكثيرين حرفة نسائية؛ إلا أن «مؤمن» لم يجد إلا إعجابا ودهشة من كل المحيطين به، وبدأوا بتشجيعه ودعمه للاستمرار في ممارسة فن الكروشيه، ويضيف «مؤمن»: « مع الوقت واستمرار ممارسة الحرفة بدأت أتطور وشغلي بقى أكثر احترافية، وبقيت أبتكر تصميمات جديدة على ذوقي، وكنت بختار الألوان باستعانة أختي وأذواق البنات؛ إلا أنني لي لمساتي الخاصة، وأحب أن تقتني البنات أعمالي، خاصة وأن أشهر مصصمي الأزياء من الرجال».
ويتابع: «كنت لما أروح أشتري الخيوط والإبر من المحلات، كانوا بيظنوا إنها لوالدتي أو أختي ودي كانت غريبة عليهم إن راجل بيغزل كروشيه، ولما كنت بعرض شغلي على الفيس بوك، كانوا بيشككوا إنه راجل اللي عامله، لافتا إلى أنه عرض فيديوهات يظهر فيها وهو يغزل الكروشيه بنفسه، فصدقوه وأبدوا إعجابهم الشديد به فضلا عن تلقيه طلبات كثيرة من الشباب من الجنسين، للحصول على بعض منتجاته التي طور منها كثيرا، وصمم بعضها حسب ذوقه الخاص».
لم يجد «مؤمن» صعوبة في ممارسته الحرفة بل وتطوره للأفضل، لأنه كان محبا لها ويمارسها بشغف كبير، ناصحا الشباب بالإقبال عليها وتعلمها مؤكدا انها سهلة لمن لديه استعداد للتعلم، مشيرا إلى ضرورة تعلم الشباب من الجنسين لحرف بجانب المهن الأساسية، وأن كل شخص عليه اختيار الخرفة التي يجد نفسه فيها مبدعا ومنتجا، لأنها سبب للدخل المادي، إلى جانب أنها تشغل اوقات الفراغ.
ولفت أنه تعلم أشكال وأسماء عديدة لغرز الكروشيه، مثل غرزة عمود بلفة، ونصف عمود، رجل طائر، بريد أمامي وبريد خلفي وغرزة المروحة، وغيرها من الغرز لا يعرف لها اسما وانما يمارسها ويصنع بها تصميمات غاية في التمي، ويقول: « رغم إنها حرفة مفضلة لدي وأحبها وسهلة، إلا أنني اجد صعوبة في استخدام إبرة 2 وذلك لقدرتها على إنتاج منتجات أكثر دقة وأكثر جمالا».
ويختتم «مؤمن»: «حبيت الكروشيه وهكمل فيها مع شغلي الأساسي بعد الالتحاق بوظيفة بعد الانتهاء من دراستي بالجامعة، وعندي إصرار إني أكون أفضل وأحقق منها نجاح لا يتوقف على مجرد إني شاب بيصنع كروشيه، وهعمل منها مشروع عالمي أنافس فيه المحترفين، وكل يوم ها اتعلم أكثر واكتسب خبرة اكبر».
'مؤمن' أول رجل يحترف 'الكروشيه'
'مؤمن' أول رجل يحترف 'الكروشيه'
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
