يحتضن مستشفى بهية لعلاج أورام الثدي، بين جنباته ويقدم إليه ما بين الحين والآخر، محاربات من كل ربوع المحروسة، يتسلحن بالإرادة والأمل في معركتهن ضد 'الخبيث'، ليجدن في هذا المكان، من يمد لهن يد العون، في سبيل الانتصار على المرض القاتل.
في البداية، قالت إيمان الدسوقي، أحد المحاربات، إنها كشفت عن أورام الثدي في شهر نوفمبر من العام الماضي، في مستشفى بهية، ولم تكن تعلم حينها أن لديها أي مرض، وبدأ المستشفى في عمل إشاعات وتحاليل سريعة لها؛ لأن الحالة كانت متأخرة، وصارحها الطبيب بضرورة إجراء عملية في شهر فبراير الماضي.
محاربة أورام ثدي موهوبة في الكروشيه
وأضافت الدسوقي خلال حديثها مع 'أهل مصر'، أن المستشفى كان يهتم بهم بشكل كبير سواء عن طريق الخروجات والفسح والدعم النفسي وعمل الأشعة والتحاليل بشكل سريع، لافتة إلى أنها علمت بالصدفة وجود كورسات وورش للمشغولات اليدوية في بهية لتعليم محاربات أورام الثدي.
ولفتت محاربة أورام الثدي إلى أنها لم تكن تعلم بأمر المسابقة أو اشتراك ابنتها لها، مؤكدة أنها تقوم بعمل المشغولات اليدوية منذ فترة طويلة جدا وعمل المفارش ومن ثم عمل التطريز وكانت تعمل مع وليد مصيلحي في الفنون الشعبية 'كنت بعمل الفساتين بتاعتهم'.
محاربة أورام الثدي مع ابنتها تصنع مشغولات يدوية
وتابعت: 'مكنتش بحب أقعد في البيت.. بس المستشفى قالولي أوقف شغل عشان متعبش فكان عندي اكتئاب جامد وبنتي لما عرفت بالمسابقة قدمت لي عشان ارجع اخد كورس تاني وبنتي حبت شغل الإكسسورات لكن مبعرفش أسوق شغلي للأسف بفرق الشغل على العيلة'.
وبابتسامة أمل، قالت نسمة جمال التي تبلغ من العمر 29 عاما، خريجة كلية التجارة جامعة القاهرة، وابنة محاربة أورام الثدي إيمان الدسوقي، أن والدتها متقنة لهواية المشغولات اليدوية بشكل كبير، وتتقن أعمال التطريز وفساتين الزفاف، وشاركت أيضا بأعمالها في مسرحية 'ربنا يخلي جمعة' حيث ارتدى الفنان أحمد آدم في المسرحية فستان من أعمال والدتها.
موهوبة كورشيه مع والدتها محاربة أورام ثدي
وأضافت 'جمال': 'ماما بتحب الكروشية جدًا وأنا طالعالها، لما هى تعبت وعملت العملية عشان شالت الغدد من دراعها منعوها من عمل أي مجهود'.
ولفتت إلى أنها عندما علمت بأمر المسابقة في مستشفى بهية، سارعت بالتقديم لوالدتها، فلم تكن تعرف أنه احتفال كبير فكانت تعتقد أنها مجرد صور على السوشيال ميديا.
وذكرت أن القائمين على المسابقة في المستشفى اتصلوا أبلغوها بأهمية حضور والدتها مع المشغولات اليدوية التي تقدمها، مضيفة: 'المشكلة إننا مبنعرفش نسوق شغلنا، فنبعمل للعيلة وبس'.
وأنهت حديثها: 'أنا خدت كورس في الإكسسوار، وبعدها نزلت بالفعل واشترت خامات ولكنها فشلت في الترويج أو بيع أعمالها، ما أصابني بالإحباط الشديد'، متابعة: 'لما أحبطت خدت الحاجة شلتها تحت السرير'.