رغم ما تتمتع به مدينة الإسكندرية من سحر وجمال وتاريخ وحضارة يجعلها تنافس مدن العالم فى الجمال والسحر ويتوافد عليها الكثير من كل بلاد العالم ليستمتعوا بأجوائها ومزاراتها التاريخية وبحرها الساحر، إلا أنها تعانى من الكثير من الأزمات المزمنة التى تجعل أهلها فى معاناة مستمرة رغم أنهم يعيشون فى إحدى أجمل مدن العالم، إلى جانب أن تلك الأزمات تجعل من عروس البحر الأبيض المتوسط الإسكندرية عجوزا فى بيئتها.
تهالك البنية التحتية، والهبوط الأرضى، وميل العقارات الجديدة بشكل مفاجىء، وانهيار العقارات القديمة الآيلة للسقوط، أربع أزمات مزمنة تدور في حلقة واحدة فى مدينة الثغر، أولها تهالك البنية التحتية للمدينة نتيجة أن البنية التحتية مضى عليها سنوات كثيرة جعلها متهالكة ولا تقوى على التحمل، وتأتي أزمة الهبوط الأرضى ثان الأزمات المزمنة التى تتكرر فى الإسكندرية، ثم تأتي أزمة الميل المفاجئ للمباني الجديدة نتيجة أزمة الهبوط الأرضى وتهالك البنية التحتية، وهو الأمر الذى يهدد استقرار عشرات بل مئات الأسر ويكلف الدولة الكثير أيضا، وتأتى فى النهاية أزمة انهيار العقارات القديمة الآيلة للسقوط لتسفر عن مقتل أبرياء تحت الأنقاض ومصابين ومشردين ليس لهم مأوى.
وقررت 'أهل مصر' إلقاء الضوء وكشف الحقائق حول ملف أزمات عروسة البحر الأبيض المتوسط.
تهالك البنية التحتية
الإسكندرية مدينة قديمة، ومبانيها قديمة وبنيتها التحتية أنشئت منذ عشرات السنين، وهناك مواسير مياه لم تتغير منذ 60 عاما ولا زالت تعمل حتى الآن، وشبكة الصرف الصحى أنشئت بقدرة معينة جعلها لا تقدر على تحمل تلك الضغوط الكبير من مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي للسكان المدينة في ظل البناء المخالف وتزايد أعداد الأسر في العقار الواحد، كل تلك الأمور جعل البنية التحتية فى طريقها إلى الانفجار والانتهاء، لكنها تحدث تدريجيا، كما شاهدنا خلال الأيام الماضية تكرار أزمات انفجار والكسر المفاجىء لمواسير المياه وأيضا شبكة الصرف الصحى، فى كل أحياء الإسكندرية وهكذا تعيش الاسكندرية فى مسلسل أزمات انفجار وكسر مفاجىء للبنية المرافق العامة.
الهبوط الأرضي
الهبوط الارضى أزمة متكرر فى الكثير من المناطق بمدينة الإسكندرية، وتأتى نتيجة لأزمة تهالك البنية التحتية، وتسريب المياه أو تسريب مياه الصرف الصحى وكلها أسباب تعمل على الهبوط التدريجى للطبقة الأرضية، ومن ثم تغور وتهبط الأرض بشكل مفاجئ، وحدث بالفعل خلال الأيام الماضية وقائع كثيرة، منها هبوط أرضي عميق بشارع 45 وكان عمقه يصل إلى 5 أمتار وكذلك قطره، ووقائع أخرى كثيرة في غرب ووسط وشرق المدينة.
ووفقا لروايات متعددة حول أسرار الهبوط الأرضى، فإن مدينة الإسكندرية بنيت فوق مدينة الإسكندرية الأثرية، معللين الهبوط الأرضي نتيجة وجود أنفاق وشوارع وبيوت أثرية تحت الأرضى، وهو الأمر الذى يردده العديد من أهالى مدينة الإسكندرية.
ميل العقارات الجديدة
ميل العقارات الجديدة أو القديمة على حد سواء ما هو إلا عرض لمرض، فالمرض ثابت ومعروف وهو تهالك البنية التحتية والهبوط الأرضى، ومن ثم تميل العقارات وتحدث الكوارث، وكثيرا ما شاهدنا عقارات مالت وانتهى بها الحال إلى الهدم حتى سطح الأرض، وعلى سبيل المثال عقار الأزاريطة الشهير ذلك العقار الذي ذاع صيته بالعالم، وغيره من عقارات تميل فى كل أحياء مدينة الإسكندرية، ولكن هنا نحرص على إلقاء الضوء على توابع تلك الأزمة التي تتكرر كثيرا فى المدينة، ومن توابعها فقد الأسر لمسكنها واستقرارها، الأمر الذي يلقي المسؤولية كاملة على المحافظة والحكومة، لتوفير سكن بديل، وفى ظل تكرار تلك المأساة كما يحدث ونتوقع أن يزيد، سيصبح ذلك الأمر عبئا جديدا على المحافظة.
الموت تحت الأنقاض
وستبقى الأزمة الكبرى التى تشهدها فى مدينة الإسكندرية هى الموت تحت أنقاض منزلك، تلك أكبر مأساة تحدث فى الإسكندرية، مقارنة بأى أزمات أخرى، والموت تحت الأنقاض حدث يأتي تابعا لأزمة العقارات الآيلة للسقوط والعقارات القديمة، وفى الإسكندرية يوجد حى الجمرك ومنطقة كرموز كلها عقارات ومبان قديمة وآيلة للسقوط، وتتكرر فيهما الانهيارات المفاجئة، وتخلف ضحايا كثيرون تحت الأنقاض، لكن الاجهزة التنفيذية دائما ما تعلل انهيارات العقارات بعبارة كثيرا ما نسمعها خلف كل كارثة 'وهى العقار قديم وآيل للسقوط وصادر له قرار هدم'، ومع تلك العبارة يقف الجميع مندهشا متسائلا من هنا المسؤول؟ القتيل الذى مات تحت أنقاض مسكنه، أم الأجهزة التنفيذية المسؤولة بالحى والمحافظة، وبين ذلك وهؤلاء، تضيع الحقوق وتُحفظ التحقيقات، وتتكرر الازمة.