قال فؤاد راغب اسكندر، القائم بأعمال مدير الجمعية الخيرية القبطية الأرثوذكسية في قنا، إن الأم خاريس جاد الله، مقيمة في دار الأيتام منذ 25 عامًا، ولم تمل يومًا عن خدمة الأطفال من كافة مستلزماتهم مأكل وملبس حتى الدراسة كانت تهتم بهم وتراجع لهم دروسهم طيلة هذه السنوات وتخرج من تحت يديها أطباء ومدرسين ومهندسين وغيرهم من المهن الأخرى.
وأضاف مدير الدار، أن كافة النماذج التي تخرجت من تحت يديها لم ينكروا معروفها؛ فكل عام يحتفلون بها في عيد الأم ويقدمون لها الهدايا لإدخال الفرحة إلى قلبها ردا لجميلها؛ حيث وهبتهم حياتها لإسعادهم طيلة فترة إقامتهم في الدار.
فؤاد راغب: الأم خاريس خرجت أطباء وصيادلة
وكانت الأم خاريس، قد تم استدعاؤها منذ 25 عاما من ديرها التي كانت تقيم فيه تاركة الحياة التي أحبتها للتفرغ للصلاة وحياة الهدوء والخلوة لتبدأ في رعاية أبناء بهذه الدار؛ لتقيم معهم وتكون لهم مصدرا للحب والحنان والرعاية بعد أن قست عليهم الأيام بفقدان والديهم أو أحدهما أو من لم تساعده الظروف الاقتصادية أو الأسرية في استكمال مسيرة حياتهم مع والديهم.
ومضت كل هذه السنين في رعاية الأولاد تربي وترعى وتتابع شئون الأولاد معيشتهم من مأكل وملبس وسكن ونظافة شخصية للأولاد وتتحمل مسئولية متابعتهم روحيا أيضا وتعليمهم مخافة الله ليسلكوا سلوكا صالحا، فضلا عن متابعتهم دراسيًا.
وكانت أما لهؤلاء الذين ارتبطو بها، وتخرج من تحت يديها العديد من الأبناء الذين يشهد المجتمع لهم أنهم كانو رجالًا قادرين على تحمل مسئولية أنفسهم ونافعين لأنفسهم ولمجتمعهم أيضًا.
ويحفل هذا الدار بتخرج العديد من الأولاد الصالحين والناجحين في الكثير من المجالات فمنهم من تخرج من كلية الصيدلة وشق طرقة في الحياة ويعمل في شركات الأدوية مندوبا بالقاهرة، ومنهم من تخرج من كلية التجارة والآداب والمعاهد العليا الصناعية، وغير ذلك من الكليات المختلفة ليشقوا طريقهم نحو الحياة الكريمة متكئين على المخزون من الحب والرعاية والتوجيه الحسن من أم عرفوا معها النجاح والتضحية مشجعة لهم على العمل الخاص والمهني وعدم الاعتماد على الوظائف الحكومية.