لم تقف أعمارهم عائقا عن مواصلة عملهم الخيري، ولم تحول أجسادهم النحيلة التي تنسج ملامح الكبر بينهم وبين تسخير حياتهم، لإعداد نفحات ووجبات شهر رمضان الكريم بمحافظة المنيا، لأكثر من 30 عاما متواصلة حتي تصدروا أصحاب النفحات الرمضانية الأكثر شهرا بعروس الصعيد.
نساء ورجال سخّروا حياتهم لتقديم العمل الخيري دون مقاضاة أجر على مدار سنوات من أعمارهم، حتي باتوا مصدر سعادة للكثير من عابري السبيل والفقراء، للحصول منهم على وجبات الإفطار في رمضان طوال 30 يوما في الشهر الكريم، ليتنافس الجميع على توزيع نفحات رمضان من كبار السن، ممن وهبوا حياتهم لخدمة غيرهم من البسطاء دون مقابل.
وفي هذا الصدد، تقول "أم أشرف"، أشهر سيدة مسنة تخطى عمرها الـ 60 عاما سخرت حياتها لإعداد وجبات الإفطار للصائمين وعابري السبيل، إنني بدأت في مشواري وعملي الخيري لإعداد وجبات الإفطار خلال شهر رمضان الكريم للصائمين من الفقراء عابري السبيل منذ صغري، بعد أن تعلمت ذلك من والدي وتوفي والدي وأكملت مسيرته في إعداد وجبات الطعام طوال شهر رمضان، فخدمة الصائمين من أولوياتي في شهر رمضان.
وأضافت: "إنني أقوم بإعداد وجبات الإفطار بمحيط مسجد سيدي أحمد الفولي، حيث أبدأ في الإعداد للطهي منذ الصباح واستمر في عملي داخل إحدي الخيم، حتي أذان المغرب وتوزيع وجبات الإفطار وأقوم بأداء صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد، وعقب ذلك أعود إلي أبنائي بالمنزل".
وأوضحت: "إلى جانب نفحات الإفطار في رمضان التي تقدم جافة من قبل الأهالي وأقوم بطهيها، هناك نفحات أخري يقوم أهل الخير بإعدادها بالمنازل، وإرسالها لنا لنقوم بتوزيعها علي الصائمين من الفقراء وعابري السبيل، وتكون تلك الوجبات داخل أواني تارة وداخل معلبات تارة أخرى".
ويضيف "يحيي محمد"، أحد أشهر المساهمين في إعداد نفحات شهر رمضان في محافظة المنيا: "إنني أعمل موظف حكومي وأبلغ من العمر 50 عاما، ولم يمنعني عملي الحكومي أو سني من مساهمتي في العمل الخيري، وإعداد وجبات الإفطار خلال شهر رمضان الكريم للصائمين طوال ال 30 يوما من كل عام".
وأوضح: "منذ قرابة 20 عاما بداأت في المساعدة في تقديم نفحات شهر رمضان الكريم للصائمين، وذلك بإعداد الوجبات وتوزيعها للأهالي وإعداد الأنواع المختلفة من العصائر الرمضانية"
ولفت أن توزيع الوجبات يكون بحسب أفراد الأسرة الواحدة، وفي بعض الأوقات يقوم بإعداد وجبات الإفطار ومعلبات لوجبة السحور ويقدمها للأسر.
وأردف: "بدأت مشواري ولن أنهيه إلا بوفاتي، فذلك العمل الخيري نقدم لوجه الله وحده وبدأ أبنائي في تقديم الشئ ذاته في شهر رمضان من كل عام وسوف تتوارثه أجيال عائلتي جيلا بعد جيل".