الإهمال يتسلل لـ 25 من العيون المائية التاريخية على بحر يوسف ببني سويف (فيديو وصور)

الإهمال بالعيون المائية التاريخية على بحر يوسف ببني سويف
الإهمال بالعيون المائية التاريخية على بحر يوسف ببني سويف

تراكم القمامة والمخلفات الترابية هو المشهد السائد على أقدم العيون المائية التاريخية، الواقعة على ضفاف بحر يوسف بمحافظة بني سويف، مما جعل هذه العيون المائية تفقد قيمتها التاريخية؛ بعد أن تم إنشائها في العصور القديمة الفرعونية، والتى كانت تروى آلاف الأفدنة الزراعية من خلالها.

تراكم القمامة والمخلفات الترابية

انتقلت كاميرا 'أهل مصر' إلى هذه العيون المائية التاريخية، والتى كانت تستخدم قديما في ري الأراضي الزراعية على الحدود بين محافظتى بنى سويف والفيوم، حيث احتل تراكم القمامة عبر تلال من المخلفات صدارة المشهد، واضعا إياها في حالة لا يرثى لها

ومن جانبه قال إبراهيم السيد، 55 عاما ـ مزارع، إن والده كان يحدثه دائما أن هذة العيون المائية والتى تقدر بـ 25 عينا مائيا كانت تروى قديما آلاف الأفدنة الزراعية بالأراضي الزراعية الخاصة بقريتي معصرة نعسان التابعة لمركز إهناسيا غرب بنى سويف، وأراضي قرية المنشية التابعة لمركز ناصر شمال المحافظة.

وأضاف أن هذة العيون المائية التاريخية أصابها حالة من الإهمال والتراخى في الاهتمام بها منذ عشرات السنين وليست وليدة هذه السنوات، فالإهمال الذي أصابها منذ سنوات طويلة ماضية أدى إلى إنسداد هذه العيون المائية التاريخية بشكل كامل.

انسداد العيون المائية التاريخية

وأوضح محمود عبد الرازق، أحد الأهالى والمزارعين، 66 عاما، أن هذه العيون المائية التاريخية تم بنائها منذ مئات السنين، وكان قديما يتم عملية الإصلاح والتنظيف ورفع المخلفات والقمامة، بكافة أشكال النظافة المستمرة؛ مما نتج عنها فى ذلك الوقت أنها كانت أهم روافد المياه لرى الأراضى الزراعية القادمة من بحر يوسف.

وأكد على أن هذه العيون المائية هي امتداد لقناطر اللاهون التي تبعد عنها فقط عشرات الأمتار، والتى كانت تستخدم في التخفيف من حدة الفيضانات المائية التي كانت تجتاح الأراضي الزراعية قديما كما ذكر الآباء والأجداد.

وقالت بعض المصادر التاريخية، إن قناطر اللاهون الأثرية والتى يرجع تاريخ بنائها إلى الأسرة الفرعونية الـ 12، التي كان لها باع كبير بالفيوم، سواء فى الزراعة أو الري وكان الهدف من هذه القناطر المساهمة فى حماية الفيوم من أخطار الفيضان قبل بناء السد العالى.

وتضيف المصادر التاريخية، أن قنطرة اللاهون والـ 25 عينا مائيا والتي تعد امتدادا لها يرجع تاريخها إلى العصر الفرعونى فى عهد بناة القناطر والسدود لتأمين الفيوم من أخطار الفيضانات وتقليل اندفاع تيار المياه، وأعيد بناؤها من الحجر الصلب فى العصر المملوكى على يد السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى؛ لتنظيم دخول المياه إلى إقليم الفيوم وإلى ترعة بحر يوسف القادمة من ترعة الإبراهيمية، وتوالت عليها مراحل الإصلاح لأهميتها بالنسبة للفيوم.

وأوضح أن المراحل استمرت فى عهد سلطنة الأشرف برسباي وفي زمن السلطان الغورى الذي أمر بإصلاحها؛ عندما قام بزيارة الفيوم سنة 918 هجريًا 1512 ميلاديا، ووجدها فى حالة تصدع شديد وذلك نتيجة قطع جسر اللاهون فتم إصلاحها ولكن القنطرة سرعان ما دب فيها التلف نتيجة لتدهور الحالة الاقتصادية وإهمال الترع والجسور والقناطر والعيون في العصر العثماني، فأرسل السلطان العثماني رسولا يحمل مرسومين سنة 1709 ميلادية أحدهما خاص ببناء قنطرة اللاهون بالفيوم ولكن القنطرة تصدعت مرة أخرى إثر التفكك الذي ساد البلاد في عهد الحملة الفرنسية وتنازع المماليك على تولي السلطة.

وأشارت إلى أن قناطر اللاهون عانت بعد إعادة بنائها من الحجر الصلب فى العصر المملوكى، إلى أن تم إنشاء قناطر بديلة ضمن برنامج التعاون المصرى اليابانى لتجديد القناطر على طول نهر النيل وفروعه.

وأضافت أن اهتمام الملك أمنمحات الثالث بالفيوم تجلى عندما حاول الاستفادة من مياه النيل الزائدة بتخزينها في منخفض الفيوم، ولذلك أقام سدا أو كما يطلقون عليها قنطرة اللاهون الكبير عند مدخل مدينة الفيوم به فتحات لتصريف المخزون من المياه عرف بقناطر اللاهون.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً